إذا كانت الحاجة أم الاختراع فان محمد خالد.. بعد يومين من انسحاب حركة طالبان من كابول الشهر الماضي توقف عن صناعة طلمبات الماء واتجه إلى عمل أطباق استقبال البث التلفزيوني. يستخدم ألواحا من الصفيح من باكستان ومسامير وأطر من الخردة لصناعة خمسة أطباق يوميا ويحقق مكسبا يبلغ 100 دولار اسبوعيا وهي ثروة في أفغانستان حيث لا يتجاوز متوسط الدخل الشهري سبعة إلى ثمانية دولارات. قال وهو يبتسم وقد حالفه الحظ «منذ رحيل طالبان نعمل بصناعة أطباق الأقمارالصناعية، انه عمل جيد يفيد آخرين» وأشار إلى أطفال على رصيف خارج محله يدقون صفائح فارغة لتحويلها إلى مسطحات تقطع منها الأطباق. في عهدها حظرت طالبان التلفزيون والموسيقى، تحدى البعض هذا الأمر وأقاموا أطباق استقبال في أفنية منازلهم خلف أسوار عالية وجازفوا بالسجن والجلد. والآن بعد سقوط طالبان انتشرت الأطباق والهوائيات على أسطح المباني في العاصمة كابول. وأكثرية الأطباق تعرضها الآن متاجر الإلكترونيات في شارع نادر بشتون بكابول حيث تباع مع أجهزة استقبال رقمية وتلفزيونات وهوائيات، وتزدحم هذه المحلات بالزبائن. قال البائع نجيب الله سراب «قبل أيام قليلة كان مراقبا من وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتجول بين المتاجر ولا يشتري شيئا». وتباع أجهزة التلفزيون بأسعار تتراوح بين 200 و400 دولار وأطباق الاستقبال بين80 و250 دولارا. وباستيراد كل شيء من باكستان تصر المتاجر في كابول على الدفع بالدولار أو الروبية الباكستانية وترفض حزما من العملة الأفغانية. قال بائع البطاطين فريد 27 سنة وهو يحتضن جهاز فيديو دفع فيه 9000 روبية باكستانية «150 دولارا» ان خطوته التالية شراء طبق استقبال. قال مازحا «لو كنت أمتلك طبقا في عهد طالبان لكنت شاهدت الغارات الأمريكية». قال سراب إنه يبيع من عشرة إلى 15 طبقا وجهاز استقبال يوميا بربح عشرة دولارات في القطعة الواحدة. وأضاف «يجوع البعض لتوفير ثمن طبق استقبال، إنها المرة الأولى منذ وقت طويل يتمتعون فيها بهذه الحرية». والوضع في شارع نادر بشتون أبعد ما يكون عنه أثناء حكم طالبان التي سمحت فقط ببيع أجهزة الراديو والتسجيل. وحتى في هذه الفترة كان سراب يعرض أجهزة ألعاب إلكترونية. قال «لم يعرف طالبان ماذا تكون هذه الأجهزة».