دخلت أفغانستان مرحلة جديدة بتوقيع الفصائل المجتمعة في بون أمس على اتفاق تاريخي ينظم المرحلة الانتقالية السياسية في أفغانستان لما بعد طالبان ويتضمن تشكيل حكومة برئاسة زعيم البشتون حميد قرضاي تبدأ إعادة إعمار البلاد بحلول 22 ديسمبر كانون الأول الجاري. وقبل مراسم الاتفاق قال أحمد فوزي المتحدث باسم الأممالمتحدة لرويترز بعد مناقشات بين الوفود طول الليل في فندق خارج بون «توصلنا لاتفاق.. موعد تولي الحكومة السلطة في 22 ديسمبر». وأضاف ان 11 من بين الثلاثين الذين سيشغلون المناصب الوزارية لم يتحددوا بعد، ويأتي الاتفاق قبل مؤتمر للجهات المانحة للتبرعات في برلين. والاتفاق الذي جرى التوصل إليه بوساطة الأممالمتحدة في اليوم التاسع من المحادثات يشكل حكومة تعكس التنوع العرقي الأفغاني وستتولى زمام الأمور لنحو ستة شهور إلى ان يجرى عقد جلسة للمجلس الأعلى في أفغانستان. ويطالب الاتفاق مجلس الأمن بتفويض قوات حفظ سلام دولية لضمان إرساء الأمن في العاصمة الأفغانية كابول. وفيما يتصل بالوضع العسكري قال قائد أفغاني أمس الاربعاء ان المقاتلين القبليين المناوئين لطالبان تقدموا دون مقاومة في مناطق كانت خاضعة لاتباع أسامة بن لادن فيما واصلت الطائرات الأمريكية قصف جبال تورا بورا بشرق أفغانستان حيث يعتقد ان ابن لادن مختبئ. فيما ذكرت أنباء لاحقة ان مدفعية رجال القبائل قصفت مواقع في المنطقة يعتقد ان مقاتلي القاعدة موجودون فيها. وقال حضرة علي لرويترز في اتصال عبر هاتف يعمل بالأقمار الصناعية من مدينة جلال أباد الشرقية «القصف مستمر... استولينا على بعض المناطق التي تركها رجال ابن لادن حول تورا بورا، انسحبوا من تلك المناطق دون قتال». وقال إن مقاتليه الذين غادروا جلال أباد في قافلة من الشاحنات يوم الثلاثاء ارجأوا شن هجوم أخير كي لا يتعرضوا للقصف الجوي الأمريكي بطريق الخطأ. وتابع «نرسل المزيد من الرجال ويجري التنسيق بشأن طبيعة المعركة قبل شن الهجوم الأخير. «ربما يبدأ القتال اليوم أو غدا بعد الانتهاء من التنسيق المشترك بشأن بعض الأمور، أمس أوشكت الطائرات الأمريكية على قصف مدنيين ومقاتلين من صفوفنا ونريد ان نتأكد من ان بإمكانهم معرفة رجالنا». وقال علي إن الطائرات الأمريكية قتلت 12 من رجال تنظيم القاعدة خلال اليومين الماضيين في منطقة تورا بورا التي يشتبه ان ابن لادن مختبئ بها والتي تقع على مسافة 55 كيلو مترا تقريبا جنوبي جلال أباد. إلى ذلك قالت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» يوم الثلاثاء ان أكثرمن 1300 جندي من مشاة البحرية الأمريكية بدأوا دوريات في الصحراء حول قاعدتهم الجديدة في جنوبأفغانستان. وأضافت فيكتوريا كلارك المتحدثة باسم البنتاجون «بدأوا التجول وسيساهمون في جهود قطع خطوط الامداد». ورفضت المتحدثة ذكر تفاصيل لكن مسؤولين دفاعيين آخرين أبلغوا رويترز ان مشاة البحرية يراقبون الطرق إلى جانب وحدات من القوات الأمريكية الخاصة. وأضافوا ان مشاة البحرية لا يهاجمون شبكة الكهوف والأنفاق التي ربما يكون أسامة بن لادن وبعض أعوانه يختبئون بها. وأنشأ مئات من مشاة البحرية قاعدة في مطار صحراوي على مسافة نحو 90 جنوبي مدينة قندهار المعقل الأخير لطالبان يوم 25 نوفمبر تشرين الثاني. وفي نيودلهي قال منسق الجهود الدبلوماسية الأمريكية في أفغانستان ريتشارد هاس إن الحملة ضد شبكة القاعدة وحركة طالبان سوف تمضي قدما حتى بعد إقامة حكومة مؤقتة في أفغانستان. وأضاف انه لا يرى تعارضا بين العمليات العسكرية في البلاد وإقامة سلطة مؤقتة اتفقت عليها الفصائل الأفغانية أثناء مؤتمر بون. وأبلغ هاس الصحفيين ان التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة لا يعتزم البقاء في أفغانستان أطول من اللازم لكنه لا يمكن ان يرحل بعد انجاز نصف المهمة فقط. وأضاف «لا أحد يريد ان تكون أفغانستان موطنا للإرهابيين وتجار المخدرات». طالع المتابعة