لا شك ان للمرشد الطلابي دوراً لا ينكر في مساعدة الطالب في التغلب على كثير من المشكلات التي تواجهه سواء كانت نفسية أو اجتماعية أو أسرية أوتحصيلية أو غير ذلك. ولكنّ هناك أسبابا عديدة لا حصر لها تعوق أو توهن عمل هذا المرشد وتشل دوره نسبياً لعل منها على سبيل المثال. * عدم تعاون الأسرة والقيام بدورها الى جانب المدرسة في توجيه وارشاد ومتابعة الطالب. * وكذلك عدم قيام أعضاء المدرسة من معلمين وغيرهم بدورهم كما ينبغي تجاه المرشد الطلابي من ملاحظة بعض حالات الطلاب التي تحتاج الى متابعة أكثر من غيرها ومن ثم تزويده بها. * أيضاً تكليف المرشد الطلابي بأدوار وأعمال ليست من مهامه أو اختصاصه داخل المدرسة ومن ثم صده عن دوره الأساسي والذي وضع من أجله في توجيه وارشاد الطالب وتنمية مهاراته ومساعدته في القضاء على ما يعتريه من صعوبات في مشواره التربوي والتعليمي. وغير ذلك من الأسباب التي لا يتسع المجال لذكرها, الا ان السبب الرئيسي في نظري هو قلة أو عدم الوعي الكافي من البعض بالدور الحقيقي للمرشد سواء من أولياء الأمور أو المعلمين أو حتى مديري المدارس والذين هم الأجدر بالذكر هنا أكثر من غيرهم وذلك لأن مدير المدرسة متى ما كان واعيا مدركاً لدور المرشد الطلابي الفاعل في المدرسة فانه سيظهر أثر ذلك الوعي على بقية أعضاء المدرسة بعكس ما اذا كان قليل أو عديم الوعي بذلك الدور فان ذلك سيؤدي الى تهميش المرشد الطلابي ومحو هويته والتقليل من شأنه من جانب المعلمين الا من رحم الله منهم وبالتالي افشال أو ابطال دور هذا المرشد نسبيا وهذا مصداقاً لقول الشاعر: اذا كان رب البيت للدف ضارباً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص ان الدولة رعاها الله لم تقصر في الدعم المستمر وبالذات لقطاع التربية والتعليم، فوزارة المعارف في كل عام ترشح وتعين أعداداً من المرشدين الطلابيين الذين هم بحاجة منا كمديري مدارس ومعلمين وأولياء أمور لدعم معنوي ووعي تام لما يقومون به من مهام خدمة لهذا الطالب الذي سيخدم هذا البلد في المستقبل ان شاء الله وسيساهم في بنائه. اذ ان تجاهل أهمية المرشد وعدم تفعيل دوره انما هو هدر لطاقات بشرية وهم المرشدون وأموال طائلة تنفقها الدولة لتوفير وظائف لهم، فلماذا لا نسعى للاستفادة من هذه الطاقات التي تعمل لدينا والأموال التي تنفق عليهم؟ ووعينا لدور هذا المرشد سيساعدنا في محاولة تفعيل وانجاح عمله، كما ان دعمنا ومساعدتنا له في انجاح مهامه انما هو دعم ومساعدة لأبنائنا الطلاب لتجاوز معضلاتهم التربوية والدراسية. وقبل أن اختم حديثي في هذا المجال الهام من حياتنا وحياة أبنائنا وهو المجال التربوي والتعليمي، أود أن أقول: أين دور ادارات التعليم في توعية مديري المدارس بالدور الهام الذي يقوم به هذا المرشد في مجال تربية وتعليم الطلاب، وذلك من خلال استغلال الاجتماعات مع مديري المدارس في ابراز ومناقشة مثل هذه الموضوعات وتصحيح بعض وجهات النظر الخاطئة تجاهها. عمر بن سليمان الشلاش المرشد الطلابي بمجمع الأمير سلطان التعليمي