اتهم معسكر المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الامريكية جورج بوش الابن أمس المرشح الديموقراطي آل غور بالسعي إلى تجاهل القانون الانتخابي في فلوريدا في محالة تغيير نتيجة الانتخابات . وقالت كارين هيوز المسؤولة الإعلامية عن حملة بوش الانتخابية مساء الاثنين امام المقر الرسمي لحاكم تكساس في أوستن (تكساس) كلام نائب الرئيس يعني بشكل عام انه يجب تجاهل القانون الانتخابي في فلوريدا حتى التمكن من تغيير نتيجة الانتخابات . ومضت تقول يبدو واضحا أكثر فأكثر ان أنصار آل غور يريدون الاستمرار في فرز الأصوات حتى ترضيهم النتائج . وجاء تصريح هيوز ردا على تصريحات غور دعا فيها إلى التحلي بالصبر مشيرا إلى انه يجب التأكد من أنه يتم التعبير عن إرادة الشعب الأمريكي من دون تسرع. لم يطلب أحد تحقيقاً في تزوير انتخابي من ناحية أخرى أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (أف بي آي) ومسؤولون في الحزب الديموقراطي أمس الأحد أن ليس في حوزتهم أي معلومات تتعلق بطلب فتح تحقيق في شأن عمليات تزوير في الانتخابات الرئاسية في ولاية فلوريدا. وقالت الناطقة باسم مكتب التحقيقات الفدرالي جيل ستيلمان انها لم تتلق أي طلب تحقيق بشأن عمليات تزوير. وجاء كلامها بعد إعلان صحيفة ذي تايمز البريطانية ان الديموقراطيين طلبوا من مكتب التحقيقات الفدرالي التحقيق حول وجود مجموعة من بطاقات الانتخاب تم تزويرها لصالح الجمهوريين واعطيت إلى ناخبين سود في ميامي مؤيدين أساس لآل غور. وأفادت الصحيفة في صفحتها الأولى نقلا عن مسؤولين ديموقراطيين تحدثوا عن فساد منظم , ان حوالي 17 ألف بطاقة اقتراع دمغت مسبقا بتصويت مؤيد للمرشح الجمهوري جورج بوش. وجرى فرز يدوي لبطاقات الاقتراع في الانتخابات الرئاسية في خمس مقاطعات في فلوريدا على الأقل في محاولة لتحديد الفائز بين المرشحين الديموقراطي والجمهوري. وحتى الوقت الراهن، يتقدم حاكم تكساس جورج بوش بفارق 288 صوتا على نائب الرئيس الأمريكي آل غور. ونفى مراقب ديموقر اطي للفرز في فلوريدا ان يكون حزبه قدم طلبا إلى مكتب التحقيقات الفدرالي يقضي بفتح تحقيق ما. وقال المراقب الذي طلب عدم الكشف عن هويته لم يطلب نائب الرئيس ولا مستشاروه من مكتب التحقيقات الفدرالي فتح تحقيق حول عمليات تزوير في ميامي . ومع ان فلوريدا باتت مركز المعركة الانتخابية وخصوصا بعد ان قدم الجمهوريون دعوى امام القضاء لمنع إجراء فرز يدوي للاصوات، فإن الوضع قد يصبح مشوشا أيضا في أربع ولايات أخرى هي نيومكسيكو وايوا وويسكونسن وأوراغون. بطاقتا اقتراع للانتخابات الأمريكية في بريد عائلة دنماركية وفي كوبنهاغن أفادت صحيفة فينس ستيفستيداندي التي تصدر خارج العاصمة كوبنهاغن أول أمس ان بطاقتي اقتراع للانتخابات الأمريكية بينهما واحدة لصالح المرشح الجمهوري جورج بوش وجدتا في علبة بريد عائلة دنماركية في أودينسي. وتلقى براين وهيلي كين طردا يحتوي مغلفين مقفلين يحملان ختم تصويت رسمي . وقال كين وهو طبيب في حديث للمحطة التلفزيونية الثانية أمس انه فتح احد المغلفين فوجده يضم بطاقة اقتراع لناخب في بيلفيو في ولاية واشنطن لصالح بوش وقد أرسل الطرد المتضمن بطاقة الاقتراع من شو آيلاند على بعد 80 كيلو مترا من بيلفيو. ولم تفتح العائلة الدنماركية المغلف الثاني معتبرة ان نتائج الانتخابات الأمريكية لن تتغير نتائجها بسبب صوتين. رالف نادر ماض في بناء حركة إصلاحية ومن جانبه اعلن رالف نادر مرشح حزب الخضر في الانتخابات الرئاسية الأمريكية انه ماض في بناء حركة إصلاحية سياسية واسعة في الولاياتالمتحدة. وقال نادر الذي حصل على نحو ثلاث بالمئة من أصوات الناخبين خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة ان المهم ليس غور أو بوش، بل بناء حركة إصلاحية سياسية واسعة وإعادة السلطة إلى الشعب في إطار ديموقراطية تشاركية . وحصل نادر في ولاية فلوريدا عى 92 ألف صوت، مع العلم ان نتائج هذه الولاية لم تعرف بعد وسيكون المنتصر فيها الرئيس الأمريكي المقبل, والفارق بين المرشحين الديموقراطي آل غور والجمهوري جورج بوش ينحصر ببضع مئات من الأصوات. وكشفت استطلاعات للرأي ان ستين بالمائة من الذين صوتوا لنادر في فلوريدا كانوا سيصوتون لغور لو لم يقدم نادر ترشيحه إلى الانتخابات الرئاسية. وقال نادر ان عوامل عدة تفسر المنافسة الشديدة في ولاية فلوريدا، مضيفا ان استطلاعات الرأي لدى الخروج من مكاتب الاقتراع دلت على ان بوش انتزع من أصوات الديموقراطيين عشرة أضعاف ما أخذته أنا من الديموقراطيين, ان هذا النوع من النقاش لا يعطي نتيجة . حمى السخرية من الانتخابات تجتاح أمريكا هذا وفي واشنطن يرى البعض في الولاياتالمتحدة ان التطورات التي شهدتها انتخابات الرئاسة حتى الآن شكلت عدة مخاطر، فالوحدة الوطنية باتت معلقة بخيط رفيع والدستور مهدد، في حين هز النزاع القانوني الذي فجرته الثقة الراسخة بالديمقراطية الأمريكية. وبالنسبة لكثيرين آخرين، فإن هذا الوقت هو وقت التهكم والسخرية, ويبدو ان الأمريكيين جعلوا من نظامهم السياسي أضحوكة كبيرة. المرشحان في حالة غريبة وشاذة وبالتصويت بأعداد متساوية تقريبا لصالح كل من المرشح الديمقراطي آل جور نائب الرئيس ومنافسه الجمهوري جورج دبليو بوش حاكم تكساس، وضع المواطنون المرشحين في حالة غريبة وشاذة. ومع تفاقم الأمور، ضبط أحدهما (جور) يلعب كرة القدم الأمريكية مع مجموعة مراهقين في يوم عمل، في حين كان منافسه (بوش) يعكف باهتمام على تشكيل إدارته الجديدة، وخلال تصريحاته التلفزيونية عمد بوش إلى إخفاء بثرة متقيحة على وجهه. ولا شك ان الانتخابات الأمريكية وخاصة مستنقع انتخابات فلوريدا تمثل ذخيرة لا تنفد للعروض المسرحية الكوميدية التي تعرض عادة في وقت متأخر من الليل، وكذلك بالنسبة لأي معلق سياسي يتمتع بروح الدعابة. برنامج حياة ليلة السبت الساخر ووصل الأمر ببرنامج حياة ليلة السبت الساخر الذي تذيعه محطة تليفزيون إن,بي,سي إلى دخول الحلبة بمسرحية هزلية قصيرة تقوم فكرتها على ان جور وبوش سيدخلان البيت الأبيض معا حيث سيتبادلات كراهية بعضهما البعض . وفي محاكاة لبرنامج تليفزيوني ساخر كان يذاع في السبعينيات تحت اسم زواج غريب الأطوار ، أظهرت المسرحية الهزلية جور كرجل شديد الحساسية وبوش كرجل رقيق بصورة مفرطة، وهما يجلسان على مكتب واحد في غرفة المكتب البيضاوي، وبدا جور منكبا على فحص أوراق سياسية، في حين كان بوش ينقر بكعب سيجارته على سطح المكتب ويلملم أوراق مشروعات قوانين لم يتم البت فيها بعد. وتناولت مجلة نيوزويك فكرة النزال الرئاسية من خلال دمج وجهي بوش وجور في صورة واحدة مشتركة وضعت أمام البيت الأبيض وأرفقت بعنوان رئيسي الفائز هو . ليبرمان يثير فكرة حكومة أمريكية ائتلافية وفي طرح غير مسبوق أثار المرشح الديموقراطي لمنصب نائب الرئيس الأمريكي جو ليبرمان أمس فكرة تشكيل حكومة أمريكية تشمل ممثلين عن الحزبين الديموقراطي والجمهوري بغض النظر عن نتيجة الانتخابات الرئاسية. وقال ليبرمان في حديث مع شبكة أي بي سي التلفزيونية انه بغض النظر عن الفائز، وامل في أن يكون آل غور وأنا، أعتقد أنه سيكون من المهم جدا ان يمثل الطرف الآخر في الحكومة وان يتم التسامي على الانقسامات في الكونغرس . واضاف ان تجاوز الاختلافات والعمل معا لمصلحة البلاد سيتطلب الكثير من العمل . وأوضح ليبرمان إذا كانت صورة الفائز مشوهة بسبب شرعية التصويت فسيكون عمل الأحزاب معا أكثر صعوبة مشيرا بذلك إلى ضرورة حصول فوز واضح لأحد المرشحين في ختام فرز الأصوات الجديد. وتابع علينا ان نحافظ جميعاً على هدوئنا لانه حين يتم اختيار فائز سيكون علينا تجاوز الانشقاقات وتفهم ان ما حصل الثلاثاء الماضي (7 تشرين الثاني/ نوفمبر) لم يكن تصويتاً جمهوريا أو ديموقراطيا وانما تصويت أمريكي وان أمريكا ستفعل ما في وسعها لتكون متحدة من اجل القيام بأعمال جيدة للبلاد في العام المقبل . يشار إلى انه في إدارة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الحالية ليس هناك سوى وزير جمهوري واحد هو وزير الدفاع وليام كوهين الذي انضم إلى الحكومة في 1997 اثر فوز الجمهوريين في الانتخابات التشريعية عام 1996. من جهة أخرى اعتبر ليبرمان ان الإبقاء على مهلة إعلان النتائج النهائية لدوائر ولاية فلوريدا التي انتهت أمس الثلاثاء سيكون أمرا تعسفيا في وقت يجري فيه فرز الأصوات يدويا. وقال ليبرمان لا أعتقد ان ذلك يمكن ان يحصل، وسيكون بمثابة صدمة كما انه سيؤثر على شرعية الرئيس الجديد (,,,) سيكون أمرا تعسفيا إلى أقصى الحدود . وحدد الثلاثاء في 14 الجاري موعدا نهائيا لكي تسلم دوائر فلوريدا سلطات الولاية النتائج المدققة للفرز الجديد للاصوات. 700 مسلم ترشحوا لمناصب اتحادية وولائية ومن جانبها أعلنت منظمة تحالف المسلمين الأمريكيين أمس ان ما يقرب من 700 مسلم أمريكي رشحوا أنفسهم لمناصب اتحادية وولاياتية ومحلية نجح منهم 152 لمناصب محلية وفي الولايات. وقالت منظمة التحالف في بيان لها ان نسبة مشاركة المسلمين الأمريكيين في الانتخابات الرئاسية فاقت المعدل الوطني , مشيرة إلى ان نحو 40 في المائة من المسلمين الذي صوتوا في الانتخابات فعلوا ذلك لأول مرة. وعلى الرغم من ذلك فقد تباين تصويت المسلمين طبقا للاتجاهات الحزبية وتركز على قضايا فردية. وأوضحت منظمة التحالف في دراسة مسحية أجرتها بعد الانتخابات ان ما يقرب من 80 في المائة من المسلمين الأمريكيين صوتوا لصالح المرشح الجمهوري جورج بوش و 10 في المائة لصالح مرشح حزب الخضر رالف نادر.