ما أعظم المكانة التي حظيت بها أيها المسؤول الكريم. وما أجمل تلك الساعة التي تتمتع فيها طالباتكم بما سطرته أناملكم مما هو صادر عن همة تذكر فتشكر ومآثر صادقة تكتب فتنشر. وهذا ليس بغريب على حسن همتكم ولطف شمائلكم، فالشيء من معدنه لا يستغرب فيكم وكيف لا أكون طالبة شاكرة لذاتكم ولإخلاصكم الذي هو عنوانكم ودليل حسن نواياكم في سائر أعمالكم. فان بين جنباتكم قلوباً كلها وفاء ونفوساً كلها إيثار وتضحية وأنكم في خلقكم تسعون للكمال (والكمال لله سبحانه) لأنكم الرجال الأبيون والمعلمون الكرماء. فقد أكبرت فيكم المعاني الرفيعة السامية. كيف لا وقد أحسست بفيض العلم ينهمر نوراً يغذيه العقل.. علم مشرق باسم يطل علي في ليلي ونهاري وإصباحي وإمسائي وينير جوانب نفسي، فسعدت بهذا العلم الذي هو قبس من نوركم المشع وجزء من عملكم الرفيع الذي تقودونه وتيسرون سبله فنعما تلك القيادة والسيادة. إن تمسككم معالي الرئيس بأهداب الفضائل أراها أروع ما تتمسك به أنفسكم الإنسانية الداعية للخلق والعلم والفضيلة، وإنني لعلى يقين من أن ذاتكم التي تملؤها الفضائل إنما هي ذات إنسان يتسامى على نفسه فيحرم ذاته ليمنح غيره ويقسو على نفسه ليرحم سواها، وهأنا في كل مرة أجد نفسي من جديد أمام مظاهر نبلكم وتقديركم. فلكم شكري الجزيل وتقديري الفائق ودمتم..