عندما تخلصت الولاياتالمتحدةالأمريكية من العزلة وبدأت تتلمس مصالحها في العالم فقد وجدت أن المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالعزيز، الدولة العربية والإسلامية التي تمثل محور السلام والحرب للعالمين العربي والإسلامي وذلك لما تمثله بلادها من مقدسات وشرفها الله بأن تكون وطن خاتم الأنبياء والرسل ومنطلق رسالة الإسلام وأصل العروبة وأصفاها وأقواها على ما حباها الله من ثروات أبرزها النفط والغاز ومن ثم الذهب وأعظمها العقيدة الإسلامية. لهذا كان اللقاء الشهير بين الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله والرئيس الأمريكي الأسبق روزفلت الذي رسم وأسس لعلاقات سعودية أمريكية راسخة وقوية تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وقد عرض الملك عبدالعزيز رحمه الله القضية الفلسطينية كقضية سعودية إسلامية عربية ينبغي حلها بما يكفل عودة فلسطين لأهلها الشرعيين وأن هذه القضية تحدد مستوى العلاقات السعودية مع دول العالم وقد سارت السياسة السعودية عبر عهود ملوك السعودية إلى عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله على هذه السياسة، بحيث لا تقبل أبداً بالاحتلال الصهيوني لفلسطين والقدس على وجه الخصوص مدعومين برغبة شعبية أصيلة في هذا الجانب الهام والحساس بالنسبة للشعب السعودي. الحكومة الأمريكية تدرك تماماً الموقف السعودي كموقف ثابت حقيقي لا تقبل القفز عليه بصورة أو بأخرى. وعندما حدثت التفجيرات الدامية في الولاياتالمتحدة في 11 سبتمبر الماضي كانت بلادنا من أوائل الدول التي أدانت هذا العمل الإجرامي ونظرت له كعمل إرهابي لا بد من مواجهته، وبدلا أن تنظر وسائل الإعلام الأمريكية للموقف السعودي تجاه هذا الارهاب بالتقدير والامتنان أخذت تعرض في هجوم محموم ومنظم على بلادنا وعلى عقيدتنا الإسلامية. وحاولت وسائل الإعلام الأمريكية تحميل الشعب السعودي تبعات هذا الإرهاب لمصالح قوى خفية ومعلومة وتتعارض في واقع الأمر مع المصالح السعودية والأمريكية والشعبين السعودي والأمريكي. إن وجود سعوديين مشتبه بهم في تنفيذ هذا الإرهاب لا يخوّل لأحد كائناً من كان أن يسند الإرهاب للإسلام وللسعوديين. إن الحملة الإعلامية الإمريكية الموجهة للمملكة العربية السعودية تستهدف توتير العلاقات السعودية الأمريكية لخدمة المصالح الصهيونية الإسرائيلية التي تمتلك معظم الصحف وقنوات التلفزة الأمريكية. أما لماذا هذه الحملة الإعلامية الإمريكية المشينة والمرفوضة من قبل الأمة الإسلامية والعربية والسعوديين على حد سواء. فإن هذا يعود بعد تصريحات سعودية رفيعة المستوى تطالب فيها أمريكا بحل قضية فلسطين وإيقاف إرهاب الدولة التي تمارسه الصهيونية في فلسطينالمحتلة على الشعب الفلسطيني. إن هذه الحملة البغيضة لن تحقق أهدافها بالمرة... أما لماذا للمرة الثانية فهذا يعود إلى أن الموقف السعودي يستند في شرعيته إلى عوامل تاريخية ودينية واجتماعية ولكون هذا الموقف يتماهى مع قناعات ومبادىء الشعب السعودي الذي لم يسجل عليه التاريخ الخنوع للأجنبي سياسياً كان أو عسكرياً أو اقتصادياً. وعلى الآخرين إذا كانوا حريصين على مصالحهم في العالمين العربي والإسلامي تفهم هذه الحقائق والتعامل مع بلادنا على هذه الأسس.