الانسان خليفة الله في هذه الارض، حمّله الله مسؤولية إعمارها، وتحقيق الطمأنينة فيها والسعادة لساكنيها، كل يمشي في مناكب هذه الأرض ويحمل الرسالة نفسها والمسؤولية نفسها وعندما نقلب صفحات التاريخ نجد ان البعض سعى بأمانة صادقة ومسؤولية متناهية في إعمار هذه الأرض، والبعض الآخر سعى في خرابها، وزعزعة الامن فيها، وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز تشهد له الامة بأنه سعى في تحقيق خدمات عظمى، وتحمل الأمانة والمسؤولية بكل صدق وعزيمة واقتدار، فحقق خلال عشرين عاما لوطنه وشعبه انجازات عظيمة، تعد معالم حضارية تضاف الى الرصيد الحضاري المميز للمملكة العربية السعودية، ففي عهده الميمون طورت انظمة مجلس الوزراء والشورى والمناطق من اجل المواطن واسعاده ومشاركته في بناء وطنه، فكان له ما سعى اليه، الواقع ينطق بجلاء ويشهد بصدق انه ادى الامانة باخلاص في مجالات عدة كلها تتجه الى رخاء الوطن واسعاد المواطن فهنيئا له ما قدم لوطنه ومواطنيه، فهو اهل لذلك ووطنه جدير بذلك ومواطنوه مستحقون منه هذا العطاء والبناء والنماء، انه امتداد لاسلافه بدءاً بالمؤسس الذي جمع الله له شتات هذه الامة ووحد أرجاءها والف بين قلوب ابنائها ومن بعده سار على نهجه ابناؤه الكرام. ان الانجازات التي تحققت في العهد الميمون نذكرها لنشكر الله عليها، ومن شكر الله، شكر من كان سبباً فيها فندعو له بالمثوبة وان يجزيه الله خير الجزاء على كل جهوده الخيرة التي نشاهدها اينما اتجهنا وحللنا في مملكتنا الغالية، انه واحد من اولئك العظماء الذين يصنعون التاريخ، ويتباهى بهم التاريخ، يبقون في ذاكرته شواهد حية على القادة المخلصين الباذلين بسخاء، ووعي فيما يخدم امتهم، واوطانهم وبما يكفل لمجتمعاتهم حياة كريمة هانئة. ان كل اسرة في المملكة العربية السعودية تذكر للملك فهد فضله وتقدر له جهوده وتعي ما قدم لها على كافة الصعد، في التعليم، الصحة، الامن، الاتصال، وغيرها من المجالات الحيوية، الا ان مواقفه في مجال التعليم خاصة تبقى ذات دلالة على ايمانه بأهمية التعليم بوصفه استثماراً في المستقبل، فقد كان يطلب ويوجه بافتتاح المدارس حتى ولو لم يتقدم احد لافتتاحها، ولهذا نجد هذه الثمار اليانعة التي عمت كل ارجاء المملكة مشاعل للنور والبناء ينهل منها ابناء الوطن كل يوم ما يعزز ايمانهم بربهم ثم وطنهم وامتهم، فاذا بالانسان السعودي يحيى حياة كريمة فجزاه الله على ما قدم خير الجزاء وسيبقى في ذاكرة وطنه وامته القائد المخلص الامين فهنيئا له هذا الفضل الذي يستحقه.