نكتب كثيراً عن تقصير الملحقيات الثقافية في أداء واجباتها تجاه طلابنا وطالباتنا، ونواجه ردود فعل دفاعية من المسؤولين هناك. هذه الدفاعات تنسجم تماماً مع دفاعات الدوائر الحكومية في الداخل، وكأن الملحقيات لا تتأثر بأنماط العمل الإداري في الدول التي هي فيها! مؤخراً، حدث «ربيع ملحقي» في وزارة التعليم العالي، فلقد صدر قرار إداري بفصل 20 موظفاً في الملحقيات الثقافية التابعة لسفارات المملكة في الخارج بعد أن ثبت تقاعسهم عن أداء عملهم تجاه الطلبة المبتعثين.. أكد ذلك لجريدة «الرياض» وكيل الوزارة لشؤون الابتعاث الدكتور عبد الله الموسى الذي اعترف بقصور عدد من الملحقيات في واجبها تجاه المبتعثين. هذا الربيع جاء متأخراً، لكنه جاء، ونشكر كل من أسهم فيه. وكلنا أمل ألاَّ يكون مجرد ذر رماد في العيون، وتضحية بصغار الموظفين على حساب المقصرين من كبار الموظفين. كما نرجو أن تستمر هذه الصحوة في جميع المناحي الإدارية والمالية في ملحقياتنا الثقافية، في كل دول العالم. وأن تتبعها أيضاً الملحقيات الصحية، التي تحتاج إلى ربيع قوي وشديد، أقوى من كل ربيع، لتسقط كل السلبيات المالية أولاً وثانياً وثالثاً، ثم السلبيات الإدارية التي جعلت من المرضى المرسلين للعلاج يعيشون تحت رعب يومي اسمه «انتهاء العلاج خلال 3 أشهر»!!