أن تطرح ورقة عمل مشاركة في مؤتمر فلابد أن تكون متكاملة و(ناضجة) وتقدم رسالة لها بعد وأهدافا منشودة، ولكن أن تعقد لقاء يجمع وجوها علمية متعددة من الخارج والداخل فهنا يكون اختبارا للمنظمين الذين يسعون للكمال والنجاح، وهذا ما تم في محافظة الرس بمنطقة القصيم التي استضافت (الملتقى العلمي الأول للشلل الدماغي) في الفترة ما بين 25 - 27/ 1/ 1433ه والذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم وبحضور نائبه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل، هذا اللقاء الذي نقلنا إلى عالم جميل من الإنسانية (المنسية) أحياناً وكأنه يدعونا ويشعرنا أن هناك فئة عزيزة بهذا المجتمع يجب ان نقف على مسافة قريبة منها، نبتسم لها نبادلها الحب والحنان ونشعرها أنها فئة غالية هم أبناؤنا وبناتنا المعاقون والمعاقات، وأن نقدم لهم الدعاء الخالص بالشفاء، وأن يسعى المجتمع إلى تقديم العلاج لهم إذا كان متوفرا، وهناك إمكانيات طبية ولا مانع ان تبحث لهم وزارة الصحة علاجا حتى في الخارج.. ويبدو أن إخوتنا المعاقين شعروا أن هذا اللقاء جاء ليشاركهم ظروفهم الصحية التي قدّرها الله فزرع في نفوسهم الأمل، وكان لقاء واحتضان الأمير ونائبه لبعض منهم وصفة نفسية مباشرة وأبوية حانية تكلمت فيها لغة العيون وأسارير الوجوه، فكان اللقاء حكاية جميلة لن تنسى من ذاكرتهم.. فهذا العطف والحنان كان بلسما أدخل في قلوبهم الفرح وربما أنساهم جزءا من الألم. لن أستعرض أوراق العمل (العلمية) التي قُدمت من أساتذة ومستشارين وخبراء وأطباء (رجالا ونساء) لأن هذا يطرح في مكان آخر في هذه الصحيفة (الجزيرة العزيزة) لكن أحببت أن أشير لكل لقاء نتائج وتوصيات واقتراحات.. نرجو أن تكون واقعية وتشخص الحالات والمظاهر والمسببات وتطرح الحلول المناسبة حتى يكون لقاء (مثمرا).. وألا تبقى توصيات حبيسة الأدراج مدة طويلة ويطويها النسيان ولكن تفعل ويطبق ما هو قابل للتطبيق. وأرى أن هناك خطوات وقاية من (الشلل الدماغي) قبل الولادة من خلال تقديم الرعاية المتكاملة للأم الحامل وتقديم وتفعيل كل التوجيهات والنصائح لحماية الجنين وأهمية الكشف الطبي قبل الزواج. أما ما يخص مسببات الحوادث المرورية واستنشاق الدخان والغازات من خلال الحرائق وغيرها من الكوارث قد يكون لها دور مباشر أو غير مباشر في الإصابة بهذا المرض (الشلل الدماغي) وأرجو أن تقف وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة في شراكة (إنسانية) لتقديم كل ما يستطيعون لإدخال البسمة للمرضى المصابين. وعوداً إلى هذا اللقاء فقد قُدم إلينا بدرجة (تميز) وهذا لم يكن ممكناً إلا بعد تجاوز عقبات سواء تنظيمية أو مالية، لكن جهود القطاع الخاص كانت حاضرة وكان له كلمة وجميل أن يساهم مستشفى أهلي برعاية ذهبية لهذا اللقاء حتى يشعرنا أن المسؤولية مشتركة وأن الشراكة في رعاية المعاقين واجب إنساني ووطني فنقول بالفم المليان شكراً (بسام الزايد) فقد صنعت بسمة وفرحة جميلة لهذه الفئة الغالية. أما جمعية رعاية المعاقين بمحافظة الرس فقد حققت نجاحا وسبقا إداريا وتنظيميا وكان لثنائي مدير الجمعية الأستاذ عبدالكريم بن محمد الذويب والمنسق الإعلامي للملتقى الأستاذ مبارك الفاضل دور كبير في صنع ثقافة جميلة عن الإعاقة والشلل الدماغي فنقول للمحسن أحسنت فأنتم أبدعتم في الإخراج والإعداد والاعلام، فالمتابع للمعرض المصاحب (للملتقى) يرى توعية متنوعة ومكتبة اجتماعية وأركانا مرئية طبية.. أدهشت الزائرين الذين وصلوا بحثاً عن رفع مستواهم الثقافي عن هذه الفئة وكسباً للوعي العام.. نرجو أن تعم مثل هذه اللقاءات النافعة وطننا حتى نخرج بنتائج إيجابية ومشاركة أفضل.. وإلى اللقاء. الرس [email protected]