ملك المبادرات الخيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود «حفظه الله ورعاه» وبرؤيته الثاقبة والنيرة، والتي اختصرت الوقت بتقديمه هذا المشروع التاريخي «الكيان الواحد»، دأب بفضل رؤيته الثاقبة على إطلاق مبادرات ذات أبعاد محلية ودولية تحقق نقلة نوعية على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأدرك بحنكته وحكمته وبعد نظره أن الوقت قد حان لإحداث نقلة أخرى متطورة في مسيرة التعاون بين دول الخليج تواكب العصر الحالي الذي يشهد قيام تكتلات أقليمية ودولية قوية. إننا كمجتمعات خليجية وعبر سنوات ماضية نتجه إلى التقارب في توفير ما يشبه المجتمع الواحد، ولأهمية هذا المقترح «الاتحاد» أثره الإيجابي على شعوب المنطقة وتمشيا مع ما نصت عليه المادة الرابعة من النظام الأساسي لمجلس التعاون الخليجي بشأن «تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها». خادم الحرمين الشريفين «حفظه الله ورعاه» يدرك ما تواجه دول المجلس من متغيرات وتحديات ومخاطر تهدد إعادة رسم الأوضاع في المنطقة وتستهدف الروابط التي تجمعها مما يستدعي ربط الصفوف وتوحيد الرؤى وحشد الطاقات المشتركة. هذا المشروع التاريخي «الاتحاد» سيسهم في تعزيز الوحدة الخليجية على أسس ثابتة تقاوم عوامل الفرقة والتشتت لا سيما وأن جميع دول مجلس التعاون ترتبط بقواسم مشتركة في اللغة والعقيدة والجوار الجغرافي تؤهلها للاتحاد في كيان واحد قوي قادر على حماية أمنها واستقرارها والمحافظة على مواردها. نحن نبارك مبادرة خادم الحرمين الشريفين «حفظه الله ورعاه» لتجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد لتشكيل دول المجلس كياناً واحداً يحقق الخير ويدفع الشر ويواجه التحديات التي تواجهها دول مجلس التعاون. نجزم أن هذا (المقترح) المشروع التاريخي «الاتحاد» والذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين وازداد (ولِد) في قمة القمم «قمة الاتحاد» يعبر على ما تحلم به العقول وما تحتمه ضرورات الواقع، وسيفتح آفاق المستقبل الرحب وسيحفظ الأمن والاستقرار وتماسك النسيج الوطني والرفاه الاجتماعي، وسيحصّن الجبهة الداخلية وسيرسّخ الوحدة الوطنية والمساواة بين جميع مواطني اتحاد دول المجلس وسيتصدى للمحاولات الخارجية التي تسعى لإثارة الفتنة والانقسام والتحريض الطائفي والمذهبي. لذا يجب تفعيله وتذليل أية صعوبات تواجه الاتحاد الذي سيعود بالنفع علينا جميعا.