كشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء المهندس منصور بن سلطان التركي خلال مؤتمر صحفي عقد عصر أمس السبت بنادي قوى الأمن بالرياض أن غالبية تهريب المخدرات التي وصلت للمملكة أتت عبر الحدود الشمالية، وفي رده على سؤال ل»الجزيرة» أن دولة سوريا هي أكثر الدولة التي تأتي المخدرات عبر أراضيها، قال اللواء التركي لا يعني ذلك أنها من دول الجوار ولكن بحكم عبور الشاحنات التي تمر على عدة دول للوصول للسعودية، مضيفا إلى أن شبكات التهريب التي تنتج المخدرات قد تمر بعدة مراحل ومن الصعب أن هذه الدول متورطة بها، ولكن نحن لا نتردد في إيصال أي معلومات إلى أي دولة تتوفر لدينا معلومات عن وجود إنتاج مخدرات بها وتهريب عبر حدودها، مطالبا الجميع بالتعاون مع المملكة للحد من انتشار هذه الآفة التي تشكل خطرا على الجميع. وحول استهداف طلاب المدارس من قبل شبكات المخدرات أكد اللواء التركي، أنه لم يثبت حتى الآن أن هذه العصابات استهدفت الطلاب، ولكن الاستهداف ملحوظ لفئة الطلاب وخاصة وقت الاختبارات، مهيبا بالجميع وبخاصة وزارة التربية والتعليم التعاون كما عهدناهم للحد من انتشار المخدرات بين الطلاب لما يتعرضون له من استهداف خطير. كاشفاً في ذات السياق عن أن مادتي الحشيش والهيروين يتم تهريبهما عبر منافذ المملكة، أما حبوب الكبتاجون فقد سجلت عمليات التهريب شبه اليومية عبر الحدود السعودية اليمنية والتي يصاحبها عمليات إطلاق نار بصفة يومية بين فرق المديرية العامة لحرس الحدود والمهربين.. مؤكداً أن 99% من عمليات التهريب عبر الشاحنات يتم كشفها من قبل المديرية العامة لمكافحة المخدرات ويتم التنسيق مع الجهات ذات العلاقة للقبض على المستقبل والمهرب. وقال اللواء التركي في رده على سؤال لأحد الصحفيين: لا اتفق معك حول اتهامك لموظفين الجمارك بالتساهل في عمليات كشف المخدرات المهربة عبر المنافذ المملكة، مشيراً إلى أن غالبية المضبوطات تتم من قبل الجمارك، حيث يمارس المهربون عدة أساليب متنوعة لإخفاء السموم عن أعين الجهات المختصة. وعن الكشف عن المبالغ المالية التي تمنح للمتعاونين رفض اللواء التركي الإفصاح عنها مؤكدا أن هذه المبالغ تصرف وفق تنظيم خاص ومحصورة بين أشخاص يصعب الوصول إليهم أو معرفتهم بحكم أن المكافأة تصرف للمتعاونين لعصابات المخدرات والإرهاب. وأكد المتحدث الرسمي أن موسم حج هذا العام سجل من خلاله انخفاض ملموس في عمليات التهريب والترويج، فيما لم تسجل حالات تهريب من بين حجاج بيت الله الحرام عازياً ذلك لوعي ملموس وواضح من الحجاج أنفسهم. وقال اللواء التركي إن غالبية تجار المخدرات يسعون بالدرجة الأولى للكسب المادي السريع ومن بينهم من هدفه تدمير عقول ومقدرات الوطن. وطالب المتحدث الرسمي عدم تحميل المسؤولية كاملة لرجال الأمن حيث إن ذلك مسؤولية على الجميع مروراً بالأسرة ونهاية بالقطاعات الحكومية والخاصة للمساهمة في نشر الوعي عن مخاطر المخدرات، مؤكداً أن المديرية العامة لمكافحة المخدرات تبذل جهوداً مضنية لنشر الوعي وملاحقة تجار المخدرات سواء محلياً أو دولياً بحكم ضباط الاتصال المنتشرة بعدة دول تنشط بها أو من خلالها عمليات التهريب أو التصنيع. وبين اللواء التركي أنه من خلال المعلومات المتوفرة حاليا لدينا ليس هناك رابط بين البطالة أو ضعف التعليم وممارسة الأشخاص للتهريب أو الترويج. أما فيما يخص تهريب الأسلحة وارتباطها بتجار المخدرات أكد اللواء التركي أن سبب ارتباطهم هو أن الأنظمة الصارمة والتي تتصدى لتجار المخدرات ساهمت في حمل الأسلحة واستخدامها بهدف عدم الوقوع في أيدي رجال الأمن. واختتم اللواء التركي المؤتمر بالكشف عن وصول القيمة التسويقية للمخدرات خلال العام الماضي (1432ه) إلى أكثر من (5) مليارات ريال و(25) مليون ريال للمبالغ المالية التي ضبطت مع مهربي ومروجي المخدرات.