عيني باردة على «سي السيد» يانغ شانغ جونغ، البالغ من العمر «109 سنوات»، والذي يستحق بجدارة جائزة « الرجل الصبور في العالم»، لأنه لا يزال صامداً وصابراً على مدى «90 عاماً» على ارتباطه بزوجته السيدة «جين جي» البالغة من العمر اليوم «106 سنوات»! الأسبوع الماضي احتفلت جمعية «الشيخوخة الصينية» بذكرى زواجهما «التسعين»، حيث يعيشان مع بعضهما كزوجين في غرب الصين «منذ العام 1921م»، الجميل في الموضوع أن وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» قالت في تقرير لها عن «جونغ وحرمه» إن سمعهما «تردى الآن» وأنهما يتحاوران بالإشارة فقط و»يحبان بعضهما» ويتمنيان العيش مع بعض للأبد «يا عيني على الرومانسية»، واللي ما تعرفونه أن السيدة «جي» تصر على تحضير الطعام لزوجها بيديها، وتقديمه له «بنفسها»، تقديراً ووفاءً منها «للسنوات الجميلة» التي كان يعاملها فيها «بمحبة وإحسان». المهم في الموضوع أنهما كشفا سر «طول عمر الزواج» بأنه «الرضا بالنصيب والتفاهم والترابط الأسري الحنون» مهما كانت المشاكل، وهنا «مربط الفرس», فكم تمنيت أن تقوم بعض الجمعيات المختصة لدينا بمعالجة «المشاكل الأسرية» بوضع كامل قصة «جونغ وحرمه» على بواباتها، ليكتشف «الجيل الجديد» والعرسان اللي عظمهم «ما زال طرياً», كيف يمكن أن يتجاوز الزوجان كل «أنواع الخلاف» مهما كان. من المؤسف أن من أسباب ارتفاع نسب «الطلاق والانفصال» لدينا، التسرّع في اتخاذ القرار بمجرد وجود «أدنى خلاف»، أو اختلاف في وجهات النظر. هل تعلمون أن هذا الزواج الذي امتد بنجاح طوال «التسعين عاماً» الماضية كاد أن ينسف في «يوم من الأيام», بسبب بعض المشاكل والخلافات التي نشبت بين العروسين في بداياته، ولكن ما لبث الخلاف أن اختفى بين «يونغ وعروسه» آنذاك، مع مرور السنين بفضل «التعقّل» والتفاهم بهدوء! شخصياً استفدت من هذه «التجربة الفريدة» فهي حقيقة ملهمة ومحفزة للتطلع «لغد أفضل» مهما قست الحياة أو تشعّبت الخلافات بين الزوجين. إنها دعوة لكل زوجين أن يتأملا في سعادة هذين العجوزين اليوم وبعد «90 عاماً» من الارتباط، وكيف كان حالهما لو استسلما للخلاف وانفصلا ولما يعيشا ما بين «صابرٍ ومصبورٍ عليه»..! وعلى دروب الخير نلتقي.