مخططات مباني مدارس البنين أقدر على مواجهة الطوارئ، من حيث كبر المساحة والصالة الداخلية وتوزيع الفصول، وأيضاً توزيع السلالم، ويظهر ذلك لكل من يعاين المباني. لا توجد في مباني مدارس البنين ولا البنات الحكومية سلالم طوارئ مفتوحة للخارج ولا يوجد بجوار نوافذ المدارس ما يمكن أن يكون ملاذا من الحريق بدلا من الاضطرار للقفز إلى الأرض من الأدوار العلوية. لوزارة التربية والتعليم دعوة عامة للمشاركة في تغيير تخطيط المباني المدرسية، بمشاركة شركة تطوير، ولسمو وزيرها توجيهات باتخاذ تدابير خلال شهرين من مطلع شهر محرم بعد حادثة براعم الوطن. الرسالة البارزة اليوم « أولى المباني بإعادة التخطيط هي مدارس البنات الحكومية والأهلية في التعليم العام والعالي، لأن الحوادث متكررة لدى البنات في التعليم العام والعالي ومن يتابع الأخبار يشهد بذلك». المباني بحاجة لأنابيب في أسقف جميع ممرات وقاعات المباني، إضافة لتركيب سلالم طوارئ خارجية في كل جانب، وتأمين ما يمكن شاغل الغرف الدراسية من الخروج عن طريق النوافذ إلى ما يشبه الدرج إلى حين وصول الدفاع المدني، ولا يمنع من تركيب سلالم قابلة للطي بجوار النوافذ لمن اضطر للخروج من الغرف حال وقوع الحوادث وبالذات في المباني القائمة أو تعدد المخارج لسطح المباني. الحرائق الحاصلة في المباني المدرسية يجب أن تكون درسا كما وجه سمو وزير التربية، وأقول ليس للمدارس فقط، بل لابد من إصدار تنظيم لجميع المباني التي يشغلها أعداد كبيرة من الناس، كالمستشفيات والمستوصفات، إضافة للمدارس، من حيث التصميم والاستعداد في توفير كل ما يساعد على سرعة الإنقاذ. دعوة وزارة التربية والتعليم للمشاركة في تعديل المخططات خطوة في الطريق الصحيح وقد جاءت الدعوة قبل آخر حادث وقع في مدينة جدة، وسأختار هنا بعض الأفكار المهمة بمجال سلامة وصحة الطلاب والطالبات. دورات المياة في بعض مدارس البنين وبالذات الجديدة تأتي في جهة المبنى وليس في جهة ساتر المبنى الخارجي، والمغاسل باتجاه النوافذ مما أثر على موقع مرايا المغاسل وعلى رائحة دورات المياه وتهويتها، أو بما جعلها لا تخدم التهوية الصحية الكاملة. تقع المخططات المدرسية في مساحات جيدة ومع ذلك يتم التفريق بين الفصول والصالة الخارجية المغلقة، وبين الفصول والمظلة الخارجية المفتوحة، تلك التي بدأت الوزارة بإغلاقها في عدد من المدارس، وتصر وزارة التربية على تعدد أدوار المباني المدرسية رغم وجود ساحات كبيرة فارغة في عدد من المدارس، وأحيانا يتم استغلالها ولكن بما لا يخدم تمام سلامة وانسيابية حركة الطلاب، وعلى مستوى مدارس البنات فغالبا لا الساحات الداخلية صغيرة مقارنة بمساحة الساحات الداخلية لدى البنين، ولو حاولت الوزارة اختيار رياضة مناسبة للبنات فلن تستطيع مع ضيق المساحة الداخلية أو لن تكون رياضة مميزة، وقديما كانت المدارس تبنى على الصامت وبشكل حرف أل (L) وهي أفضل من ناحية السلامة وأقدر على جعل الصالة المغلقة قريبة للجميع وجعل المدارس ذات دور واحد بحسب المساحات الكبيرة المملكة للمدارس. نوافذ الفصول في عدد من المدارس قريبة من أعين الطلاب حين جلوسهم بجوار النوافذ، مما يؤثر على إبصارهم أو حدة الإبصار، وتعرضهم للحرارة والبرودة والغبار والضوء الشديد، وإتاحة الفرصة لتلصصهم على الآخرين، مما يربيهم على إطلاق الأبصار في عورات الناس. في تقديري أن مدارس البنين شبه خالية من المواد القابلة للاشتعال أو المواد القابلة للاشتعال في مدارس البنات أكثر منها في مدارس البنين، وأتمنى ألا تكون الحرائق للبنات فقط ولا للبنين فقط ولا لهما معاً.