نفسي ومنى عيني، أتابع مقابلة مع فنانة تقول أنا «مش من عيلة محافظة»!!. فجميع «الفنانات» ما شاء الله عليهنّ, ومن مختلف الجنسيات «فجأة كذا» صاروا متربيات في «أحضان أسر محافظة» وهو ما ساعد على نجوميتهنّ. رغم أنّ الوحدة منهنّ لا تستطيع متابعة «أفلامها», أو مشاهدة «كليباتها» أو حتى «إعلاناتها « بسبب ما تحويه من «مقاطع « و»مشاهد» و»إغراءات» دون أن تتأكد بأنّ جميع الأبواب والنوافذ «مغلقة»، ومتربسة «بعشرين مزلاج»، وأن «المدام» منشغلة «لثلاث ساعات قادمة» مع الجيران, في « قهوة عصرية»، لمناقشة ملفات «الحارة الشائكة»، وتداعيات «طلاق» جارتهم «أم ناصر» على مستقبل الشارع، وأثر ذلك على تصرفاتنا نحن «الأزواج» المستقبلية، وتبادل المشورة حيال الأمر. وبعد هذا كله تصيبك «الفنانة» التي كنت «تتصبب عرقاً « من الإحراج بسبب « ما هبّبته في أفلامها», بالغثيان عندما تقول في مقابلة تلفزيونية: بص سبب نجوميتي في أعمالي، بعد توفيق الله، هو إني تربيت وسط «عائلة محافظة»!!. طيب يا ست «الله يستر علينا وعليك « ويصلح «أعمالنا جميعاً», خلي «عيلتك» في حالها, وبلا شي «تشويه» لصورة العائلات المحافظة في أذهان «المراهقين» الذين يعتقدون أنّ «العوائل المحافظة» تخرج أمثالك، وحتى لا يصابوا «بصدمة نفسية» عند طرح أسئلة من نوع: أجل حنا «معقدينها كذا ليه «؟!. يا أخي كلنا «عوايل محافظة»؟!. في «رأيي الشخصي»: «خطر» حديث «الفنان «أو «النجم « عن حياته في مقابلة تلفزيونية أو صحفية, أكبر بمراحل من خطر أعماله «السلبية» وما قد تسببه من تأثير!!. والسبب أنّ «تلك الأعمال» تتابَع في نهاية المطاف من الجميع في «قالب فني», لا تخرج من إطاره «كعمل فني « فقط. أما حديثه عن حياته, وتربيته، وصموده، وأعماله فهو «فيلم آخر» بطولي، يحاول من خلاله «تسويق نفسه»، برسم صورته في «أذهاننا» كإنسان عصامي، نتاج «تربية محافظة»، و»كقدوة» حارب من أجل أن ينجح، فهو «يشبهنا بنسبة كبيرة»، ليبرر انتقادنا له، ولكل « أخطائه» في أعماله الفنية، على حساب «قيمنا» و»أخلاقنا» في حياتنا الحقيقية، وهو ما قد يؤثر «سلباً» ويشوش على «متابعيه» من ناحية تشابه «التربية», وبالتالي الشعور بعدم الممانعة في «تشابه الأعمال والتصرفات». لذلك يجب الالتفات والحذر من «تأثير» خروج بعض «الفنانين والفنانات» على شاشاتنا وصحفنا، و»السحر» الذي يطلقونه عند التنظير عن «مشوارهم الفني» والحياة والتربية التي صنعتهم، والأخلاق التي يتمتعون بها، رغم أنّ هناك «علامات استفهام» تثار حول نتاجهم الفني «أخلاقياً وسلوكياً» !!. وهذا دور «المحطات التلفزيونية» التي يجب أن تحصر كل مقابلاتها في «الأعمال الفنية « فقط وأن لا تسمح لأيّ «فنان» أو «فنانة» بأن تتشدّق في مقابلة عن سمو أخلاقها، وأثر تربيتها، ومحافظتها على العادات والتقاليد، وأنها متمسكة بكل ثوابتها وقناعاتها، وهي التي تقدم «فناً رخيصاً» على الشاشة لم تراع فيه أخلاق المجتمعات العربية والمسلمة وعلى نظام «الجمهور عاوز كذا». فقط من أجل أن نكون مشاهدي «عيلة محافظة» عفواً قصدي «قناة محافظة»!!. وعلى دروب الخير نلتقي.