أغلقت القوات الأميركية مركزها الرئيسي في بغداد أمس الخميس لتسدل بذلك الستار على تسعة أعوام من حرب لم تتوقف منذ اجتياح البلاد عام 2003 لإسقاط نظام صدام حسين. وأنهى الجيش الأمريكي رسميا الحرب في العراق وأنزل علمه في مراسم حضرها ليون بانيتا وزير الدفاع الأمريكي. ويمثل الاحتفال الذي أقيم في مطار بغداد الدولي لهذه المناسبة أمس الفصل الأخير في قصة دامية بدأت باقتناع الولاياتالمتحدة بأن إسقاطها لنظام صدام حسين سيجعلها تفوز تلقائيا بقلوب وعقول العراقيين. إلا أن القصة اتخذت منحى مختلفا عندما قتل مئات الآلاف من العراقيين وأكثر من أربعة آلاف جندي أميركي بعدما عبدت القوات الأميركية الطريق أمام تمرد مسلح إثر حل الجيش خصوصا، وفشلت في منع حرب أهلية دامية. وقال بانيتا خلال مراسم إنزال العلم: «بعد إراقة دماء الكثير من العراقيين والأمريكيين أصبحت مهمة إقامة عراق قادر على حكم وتأمين نفسه بنفسه أمرا واقعا.» من جهة أخرى, أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس الخميس أن قرار إبعاد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة عن العراق «لا رجعة فيه» واصفا المنظمة ب»العصابة الإجرامية». وقال المالكي على متن الطائرة التي كانت تنقله من الولاياتالمتحدة إلى العراق: إن «قرار إبعاد مجاهدي خلق الذي اتخذ لا رجعة فيه خصوصا أن هذه المنظمة قد منعت ممثل الأممالمتحدة (مارتن كوبلر) من دخول معسكر أشرف». وأضاف «لقد رفضوا خطة الأممالمتحدة وهذا يعني أنها عصابة إجرامية، ولا يسمح بإبقاء عصابة إجرامية في العراق». ويضم هذا المعسكر الذي يبعد 80 كلم شمال بغداد حوالي 3400 شخص.