في برنامج مساء الرياضية تحولت إجادة ودقة الحكم محمد الهويش في احتساب الوقت بدل الضائع إلى محل تندر وسخرية وتهكم -للأسف- ممن يفترض فيهم أن يقدموا نقداً وتحليلاً مفيداً ورأياً سديداً يساهمون من خلاله في رفع مستوى ووعي المشاهد بحكم التخصص والخبرة. ولكننا -للأسف- لم نشاهد سوى تضليل للمشاهد وتأجيج للمشاعر وتحريض ضد الحكم وأحد أندية الوطن. هل هذا هو الهدف من البرنامج والغرض الذي من أجله يستقطع من وقت بث القناة ثلاث ساعات أسبوعياً فضلاً عن استقطاع (المعلوم) من ميزانيتها!!؟ كيف انقلب موازين النقد رأساً على عقب..!؟ فقد أظهرت القناة على شاشتها مؤقتاً يحسب زمن الوقت بدل الضائع، وأظهر هذا المؤقت صحة قرار الحكم. وتداخل المحلل التحكيمي علي المطلق وأكد صحة قرار الحكم وصحة الوقت المحتسب.. ولكن (نصف) ضيوف البرنامج رفضوا كل ذلك وأصروا على تخطئة الحكم متذرعين بأن الحكم ليس كمبيوتراً..!! حتى يكون بتلك الدقة في احتساب الوقت..!! وإذا كان أولئك تحركهم عواطفهم وميولهم فإني استغرب كثيراً من موقف أستاذنا القدير عادل عصام الدين مقدم البرنامج ومدير عام القناة الرياضية الذي كان في موقف المتفرج أمام ذبح الموضوعية وأمانة الكلمة وارتفاع صوت الميول على حساب المصداقية..!! فبعد ثبوت صحة الوقت وفقاً للساعة التي أظهرتها القناة ووفقاً لرأي المحلل التحكيمي علي المطلق لم يعد هناك مجالاً لأي وجهة نظر أخرى. فالمسألة غير قابلة لتعدد الآراء، فالساعة حسمت كل جدل. إلا إذا كان هناك من يريد الإساءة للهلال والتشكيك في انتصاره، فهذا أمر آخر -وللأسف- أن أستاذنا عادل عصام الدين الذي نكن له كل احترام وتقدير قد أفسح المجال لمن يريد الإساءة للهلال وكان بإمكانه أن يوقف كل ذلك بعد أن قدم هو الدليل من خلال الساعة على صحة موقف الحكم. وكم كان موقف الأستاذ تركي الخليوي أميناً وشجاعاً وهو يدافع عن الحق ويعلي كلمته ويقدم الآراء الدالة والدامغة والموثقة على أن احتساب الحكم للوقت بدل الضائع حدث من حكام آخرين في مباريات سابقة ولم تكن المرة الأولى في مباراة الهلال ونجران. وأكثر ما أثار الاستغراب بل وكشف غطاء الاستهداف الواضح للهلال أن أحد ضيوف البرنامج اندهش من موقف الخليوي ووجه له سؤالاً استفهامياً واستنكارياً قال فيه «أنت شبابي كيف تدافع عن الهلال!؟».. وكأن المسألة في عرف ذلك الضيف مجرد هجوم ودفاع وليست قول الحقيقة والتمسك بأمانة الكلمة والاحتكام للضمائر. بل كأن ذلك الضيف يريد أن يقول للأستاذ تركي الخليوي «انضم معنا لنتكالب على الهلال». وهذه (الزلة) اللسانية كأنما أراد الله سبحانه وتعالى أن يكشف بها مخطط ذلك الضيف ورفيقه.