أَوَدْ هنا أن أسجل تقديري لما يدور في برنامج (كلام في الفن) الذي أعاد للإذاعة زميلنا أحمد الحامد ومعه العزيزان: يحيى زريقان وفهيد اليامي، وهذا التقدير يأتي للعمق الذي يطرحه الزملاء في حديثهم عن أوضاع الساحة الفنية. وسواء اتفقت أو اختلفت مع بعض ما يطرح في البرنامج فإنني أشعر بغبطة كبيرة للحديث المتزن والهادئ للزملاء فيما يطرحونه من قضايا تهم الشارع الفني والثقافي، بل إن أبرز ما يود البرنامج قوله هو أن ليس عيباً الاختلاف بل الأهم أن يأتي هذا الاختلاف في إطار (هادئ) لا يصل أبداً إلى الخلاف. البرنامج أستمع كل خميس لبعضه، ومرة أتفق مع فهيد ومرة أخرى مع زريقان، وأحياناً معهما جميعاً، وأرشحه أن يصل إلى ذروته قريباً؛ لأنه ما زال بإيقاع كلاسيكي يتحدث في أغلب وقته عن العموميات، ولا شك أن لتاريخ يحيى وحيوية فهيد ومشاكسة الحامد دورا كبيرا في شعوري هذا. نحن بحاجة إلى هكذا برامج تُعطي الصحافة الفنية المكتوبة دورها في تفسير ما خلف الكواليس وإعطاء القضايا حقها في التمحيص، وإثبات جديد بأن الصحافة الفنية السعودية تتجه في منطقة الريادة (صعوداً). البرنامج مرشح لثورة مقبلة خاصة وأن الساحة الفنية مليئة بالأحداث وهو إن استمر في البث سيكون حديث الناس قريباً، فقط هو يحتاج تصفية يناقشها سواء اتفقنا مع هذا أو اعترضنا على ذاك. كتبت ما كتبت إثباتاً بأننا جميعاً مع كل بادرة أملٍ للصحافة الفنية التي ظُلِمتْ سنوات عديدة بفعل شارعٍ أحادي الفكرة والهدف، كما أننا بحاجة إلى برنامج يُلقي بعواطفه بعيداً عن أذن المستمعين ويتحدث بالحقيقة حتى وإن لم يرغب بذلك، وعلى يقين بأن الزملاء ستحاول بعض (حجارة الطريق) ثنيهم عن رؤيتهم، لكن الطريق بدا واسعاً لا يهتم للعثرات.