من المشاكل المساعدة «لهدر المياه» في بعض «دول الخليج» هو تكليف الخادمات بغسيل السيارات أمام المنازل، والحمد لله أن هذه «الموضة» لم تصل إلينا بعد، وإلا كان شفت «ميري» مشمرة عن سواعدها وهي تقول «بابا سوي تلميع كفرات»؟!، والقادم أحلى للتخصصات الجديدة والنادرة «للخادمات» في الخليج!!. الكثير منا قد لا يعلم أن «السعوديين» هم «أكثر ناس» في العالم «استهلاكاً للمياه» بعد «الأمريكيين والكنديين»؛ فمعدل استهلاك «الفرد الواحد» عندنا للماء يعادل «286لتر» يومياً، طبعاً هذا أمر «مقلق للغاية»، خصوصاً مع «شح المياه» عالمياً، والسبب يعود لسلوك الفرد «الخاطئ» في استخدام المياه دون ترشيد. اخترت الحديث عن هذا الموضوع مع بداية «المربعانية»، من أجل مقارنة «سلوكنا» اليوم عند استخدامنا للمياه في «البرد»، مع سلوكنا واستخدامنا للمياه في «عز الصيف»، ولنفكر سوياً في هذا السؤال: هل «الكمية «التي نستهلكها اليوم من الماء عند الاستحمام أو الغسيل أو الوضوء هي «الكمية الحقيقة « التي نحتاجها بالفعل؟! الجواب: نحن نستخدم اليوم الكمية الأقرب للاحتياج الفعلي، إذا ما «استثنينا» ما يحدث من «هدر للمياه» عند التسخين وانتظار خروج الماء الحار من «الصنبور»أو «البزبوز» كعادة مرتبطة بالشتاء !!. إذاً لماذا «نهدر الماء» في الصيف؟!. نحن نحتاج فقط إلى ترجمة «ثقافة الترشيد» التي بداخلنا إلى «سلوك فعلي»؛ فمجتمعنا يعي «أهمية الماء» وضرورته، وما نعانيه من نقص في موارد الماء العذب، حيث تشير الدراسات إلى أن «47% من السعوديين» يعرفون أن الماء مورد ثمين ونادر ويجب الترشيد في استخدامه، وأن «34% من الأسر» في السعودية تشعر بنوع من القلق تجاه الماء في المستقبل، وكل هذه الأرقام «لا تعني شيئا»ً إذا لم يتم تغيير «سلوك الفرد» بالفعل أثناء استخدام المياه، وذلك من أجل الحصول على النتيجة الإيجابية ووقف مزيد من الهدر والتبذير. لا أعرف حقيقة لماذا تغيب «خطط الترشيد» والتوعية في الشتاء ؟! ولماذا ننتظر حتى يأتي الصيف وتتفاقم «أزمة المياه»، وتظهر «طوابير» الانتظار للحصول على «وايت ماء» بأي سعر وأي ثمن ؟! حينها تحدث «المشكلة»، لنتحرك كالعادة السنوية» ؟!. أعتقد أن من الواجب الاستفادة من «الترشيد الإجباري» في استهلاك المياه «بفعل البرد» هذه الأيام على معظم مناطق المملكة، لبث رسائل «توعوية» معززة، وداعمة، «كخطوة استباقية» تساعد على تبني هذا السلوك واستمراره في الصيف، وقت شح المياه لنحصل على نتيجة الترشيد المرجوة.