لم يكن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز طوال خمسة عقود قضاها أميراً لمنطقة الرياض رجل إمارة فقط، بل كان رجل وفاء لوطنه سعى بما يملك من إيمان وعلم وثقافة ومحبة الناس إلى الارتقاء بالرياض لتكون عاصمة ليست ككل العواصم حيث الإنجازات تترآى للجميع في كل النواحي ونهضة البناء تدل على نهضة الإنسان السعودي فكان التطوير العمراني والتطوير الاقتصادي والتطوير الثقافي عنواناً لنظرة سمو الأمير سلمان تجاه بناء الرياض العاصمة رياض الخيل والهيل التي تختزل تاريخها صفحات مشرقة من تاريخ المملكة في سعيها لبناء الدولة والإنسان. إن الوجه الحضاري للرياض بما يتضمنه من أبعاد اقتصادية واجتماعية وثقافية وبيئية أعطى دلالة واضحة بأن خلف ذلك التطور رجل دولة ورجل إدارة ورث الحكمة والفكر والعزيمة عن والده المغفور له بإذن الله الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الذي نشأ وترعرع في كنفه وتتلمذ في مدرسته بكل ما فيها من قيم الدين الحنيف وفضائل الأخلاق العربية الأصيلة. لقد آمن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان منذ توليه إمارة الرياض بالتخطيط كوسيلة لتحقيق رؤيته المستقبلية لعاصمة عصرية تنبض بالحياة وتنافس العواصم الأخرى حضارة وبناء وتنمية، وقد كانت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض إحدى أهم الأجهزة التي ساهمت في بناء الرياض بشكل تنسيقي وتكاملي على أسس علمية وهندسية ذات مواصفات دولية، وجنباً إلى جنب مع عملية البناء والتطوير التي قادها سموه الكريم فقد أولى جانب العمل الخيري والإنساني أهمية كبيرة وكان فعل الخير وتقديم البر والإحسان للناس من صفاته التي يلاحظها القاصي والداني، بل وجعل الرياض عاصمة للعمل الخيري من خلال مبادراته الإنسانية التي لا تتوقف، وكذلك تميزت العاصمة برعاية أميرها لمختلف المشروعات الاجتماعية ومشاريع الرعايا الصحية والتعليم بمختلف أقسامه وخاصة أن سموه يملك مخزوناً ثقافياً ومعرفياً كبيراً يحب العلم ويقدر العلماء والمثقفين والمفكرين ويتواصل معهم وإن ترك منصب إمارة الرياض فقد ترك لسلفه من تعلم بمدرسة سلمان الخبرة والإدارة والحنكة على إدارة الحكم وهو الأمير سطام بن عبدالعزيز وكذلك ترك نائباً محنَّكاً وهو الأمير محمد بن سعد الذي جاء من مدرسة نايف الأمن والأمان. إن الدور التاريخي الذي اضطلع به سموه الكريم كرجل إمارة وإدارة وثقافة وفكر جعل منه رجل دولة من طراز نادر خطط ونفذ وأشرف على أكبر المشاريع التنموية وكان حاضراً في كل تفاصيل الحياة السياسية والثقافية والاقتصادية والعلمية والإنسانية سواء داخل المملكة أو خارجها، يسعى بكل ما أوتي من الحكمة والدراية والعلاقات إلى تعزيز دور المملكة الحضاري وحمايتها من كل ما تتعرض له من تحديات ومخاطر على الدوام، وبالتالي فإن القرار التاريخي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزيراً للدفاع جاء في مكانه ومثل اختياراً سديداً وموفقاً ومباركاً لرجل جمع من الفضائل والصفات الكثير مما يجعله قادراً على القيام بمهامه بكل حنكة ومسؤولية واقتدار وسوف يكون بإذن الله تعالى إضافة قوية ومتميزة لهذا الوطن المبارك وعضداً وسنداً لأخيه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين في قيادة وبناء هذا الوطن الغالي على قلوبنا جميعاً والدفاع عنه، فهنيئاً للوطن بسلمان رجل الإدارة والإمارة والدفاع. [email protected]