لقد أقبلتْ مع العيد أعيادٌ، وهكذا مواسم الخير والسعادة تتوالى، فتملأ نفوسنا بالبهجة والفرحة، تلك البهجة التي استقبل بها شعب المملكة القرارات الحكيمة التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزيرًا للدفاع، وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان نائبًا لوزير الدفاع بمرتبة وزير، وكذلك تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أميرًا لمنطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز نائبًا له، وكذلك تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف رئيسًا لديوان ولي العهد، وتعيين صاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله رئيسًا لهيئة الطيران المدني. لقد جاءت هذه القرارات الحكيمة لتعبِّر عن التطلعات والآمال العريضة التي تسعى لرفعة الوطن، وتؤكِّد أنّ المملكة زاخرة بالرجال العظام الذين تُسنَد إليهم المهام العظيمة، وهم أقدَر على تحمل الأمانة والمسؤولية المسنَدة إليهم بكل قوة وإخلاص وصدق؛ فلا يألون جهدًا في الدفع بمسيرة الوطن للأمام، ولكلٍّ منهم تاريخه من الحب الصادق والعطاء الوافر الذي يشهد لهم، والخبرة والكفاءة التي يُعتَمَد عليها، والثقة التي يقدرها الشعب والقيادة السعودية الحكيمة المتمثلة في خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وسمو ولي عهده الأمين وزير الداخلية - رعاه الله -. وتأتي هذه القرارات لتعبِّر عن الحب والوفاء الذي يحمله خادم الحرمين الشريفين لشعبه، فتتواكب نظرته الثاقبة مع تطلعات الشعب، واحتياجات المرحلة الراهنة المليئة بالتحديات. كما تؤكد هذه القرارات سلامة القصد، وحسن النوايا، وثبات العزيمة، وصدق الإرادة النابع من حرص خادم الحرمين الشريفين على التغيير والتطوير الذي يرتقي بالوطن والمواطن، ويدعم المنجزات الحضارية والفكرية لشعب المملكة. ويستبشر الجميع بهذه القرارات الحكيمة خيرًا؛ حيث يأتي اختيار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزيرًا للدفاع تقديرًا للمنزلة والمكانة التي يحتلها سمو الأمير سلمان في قلوب الناس، ولما يتمتع به من خبرة وحكمة وتاريخ حافل بالعطاءات النبيلة والبصمات الحضارية التي نلمح بعض آثارها في التطوُّر الحضاري الذي شهدته منطقة الرياض خلال تولي سموه منصب أمير لها؛ فكان بحق مهندس مدينة الرياض ورائد نهضتها على مدى أكثر من أربعين عاماً حتى أصبحتْ في مصاف أرقى العواصم العالمية. كما كان سموه مثلاً نادرًا للوفاء ونموذجًا فريدًا للإخلاص، وقدوة تحتذى في الرعاية الإنسانية، وكثيرة هي اللجان والهيئات التي ترأسها ورعاها لجمع التبرعات لمساعدة المحتاجين والمتضررين من الزلازل والكوارث في عالمنا العربي الإسلامي، فضلاً عن دعمه الكثير من القضايا العربية. كل هذا جعله يحظى بثقة خادم الحرمين الشريفين ليتولى حقيبة وزارة الدفاع، وما زلت أتذكر نصائحه وتوجيهاته الأبوية بنظرة القائد المحنك خلال لقاءاتنا به سواء في الجانب الحكومي من خلال الجامعة وغيرها أو في الجانب الإنساني الخيري؛ حيث وافق مباشرة على ترؤسه الجمعية السعودية للإدارة الصحية رئيساً فخرياً لها. كما جاءت القرارات الملكية بتعيين الأمير سطام بن عبدالعزيز أميرًا للرياض وتعيين الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز نائبًا لأمير منطقة الرياض لتعبِّر عن حرص القيادة على أن تكون العاصمة في بؤرة اهتمامها. وللأمير سطام جهود كبيرة في النقلات الحضارية التي شهدتها مدينة الرياض؛ فهو رجل إمارة يتمتع بالخبرة وحسن الإدارة وصدق الأداء، كما يتمتع سمو الأمير محمد بن سعد بقراءة متأنية للواقع، وخبرة تنموية، وحس إداري ناجح، وحسن سياسة وتدبير. ويأتي تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز رئيساً للمكتب الخاص لديوان ولي العهد ومستشارًا لسموه مكسبًا عظيمًا لتولي رئاسة أهم دواوين الدولة؛ فقد منحه العمل الدبلوماسي سفيرًا للمملكة في مدريد حسن إدراك لكثير من القضايا الأمنية والتنموية الدولية. ولا شك أن قرار خادم الحرمين الشريفين باستقلالية الهيئة العامة للطيران المدني عن وزارة الدفاع جاء مواكبًا للتطورات التقنية السريعة والمنافسة التي يشهدها عالم النقل الجوي. وتأتي ثقة المليك المفدّى في تولي سمو الأمير فهد بن عبدالله بن محمد مسؤولية هذه الهيئة لتعبِّر عن الثقة والدعم الكبيرين لجهود سموه في الارتقاء بالهيئة. وتأتي هذه التعيينات والقرارات الملكية لتعبِّر عن حرص خادم الحرمين الشريفين على دعم الخطوات الواثقة في مسيرة التنمية والرقي، وتأكيد أن الوطن حافل بالقيادات والكفاءات القادرة على التخطيط الناجح والعطاء المتواصل، وأن سعي خادم الحرمين الشريفين للتطوير والإصلاح والتعبير عن آمال الشعب وطموحاته العريضة باختيار سموه القيادات المؤهلة بالخبرة الكافية والحكمة لمواصلة مسيرة العطاء والارتقاء فيتحقق للوطن الازدهار والرفعة. ولا شكّ أنّ وطنًا منحنَا كل خيراته جدير بأن نمنحه كل تضحياتنا فنرتقي به، ونجني جميعًا ثمار الخير التي يستحقها هذا الشعب الكريم، فهنيئًا لهذا الوطن قيادته الرشيدة التي يشهد لها العالم بصدق السعي وكرم العطاء.