في هذا الوقت بالذات وفي دورة تبدل الفصول ينتشر (فيروس) صغير ينقل - بالعدوى - مرض مؤقت يشبه الأنفلونزا تماماً وقد أطلق الأطباء عليه (الفيروس الصيني) ومع أنني لا أعرف سبب هذه التسمية إلا أن الكثير من العرب هذه الأيام يعانون منه، ولعل أهم بوادره، بل بوادره كلها، أنه يصيب البلعوم واللثة واللسان، ومع أنه مرض ضار إلا أن له - برأيي المتواضع- منافع شتى بل وينطبق عليه المثل العتيد (رب ضارة نافعة). أما مضاره فقد تحدثنا عنها آنفاً.. أما منافعه الشتى فهاكم مثلاً. أولاً بما أنه يصيب البلعوم واللسان فإنه بذلك يقلل من (خرط) بعض المجالس وتحليلاتها وتعليلاتها بشأن ما أسموه بالربيع العربي مع أنه (لا ربيع ولا ما يحزنون) فقد أصبح (خريفاً) مستمراً يزوبع بعدّة عواصم عربية انتهزت ثوراتها (البيضاء) أكثرية من الغوغاء والبلطجية والشبيحة و(الذبيحة) و(النبيحة) الذين لا يريدون مغادرة الساحة لامتهان السطو والسرقة في ظل ما أسمي (بالفوضى الخلاقة!) أو (الخنّاقة) لا فرق. فثورة تونس بدأ يهيمن عليها من كانوا إرهابيين بالأمس ومعتدلين - زوراً- اليوم!! وثورة مصر استغلتها (بعض) الأحزاب المتطرفة التي تجنح للعنف؛ لذلك لا يستغرب المواطن العربي هذه المظاهرات المئوية التي (تدعي) إقامة النظام المدني وانسحاب الجيش ناسين أو متناسين أنه لولا موقف الجيش لما كان لهذه الثورة أن تنجح؛ لذلك ها هم يثيرون الشغب ضد الجيش لإسالة الدماء بالعنف المُسلح والبلطجية الأوباش. وكذلك الحال ينطبق على الثورة الليبية التي انطلقت لخلع الدكتاتور وأصبحت أكثر دكتاتورية منه جعلت العالم يشمئز من (أفعالِها) البشعة والتي لا يقرها الإسلام ولا الخلق العربي الرفيع، فكيف يقتنع المواطن الليبي بحكم قادم أبشع من حكم القذافي ما دامت هذه الممارسات أولى بوادره البشعة، وفوق هذا وذاك ها هي الثورة تتقاتل من أجل (المغنم) وتقاسم الحصص. *** أما في اليمن لست أدري ماذا يريد (الغوغاء) بعد تنازل الرئيس علي صالح إذ قال أحدهم في المحطات الفضائية نحن لا يهمنا الحكم السالف ولا تهمنا المعارضة التي التزمت بالاتفاقية الخليجية نحن نريد محاكمة علي محمد صالح فقط(!!) وهؤلاء برأيي المتواضع هم (النبيحة) لا أكثر ويشاركهم نفس المهمة مجموعة صغيرة تنتشر على ساحل الخليج العربي؛ لذا فمن فوائد (الفيروس الصيني) أن يحد ولو قليلاً من نباحهم الأهوج. *** أما بالنسبة للسلطة السورية ففيها إذ تجتمع هذه الثلاثية السجعية (الشبيحة والنبيحة والذبيحة) ولعلها من أكثر دول الربيع العربي استفادة من الفيروس (الصيني) إذ لولاه ما (شبحت) ولا نبحت ولا ذبحت.