قبل عدة أشهر وفي موازاة بدء الأحداث في تونس ومصر، تمكن الثوار العراقيون الذين يواجهون الحكم الطائفي الذي يقوده حزب الدعوة الذي ورث العمل الطائفي من الحزب الفاطمي المقبور في العراق، والذي أسسته المخابرات الإيرانية في عهد الشاه. هذا الحزب الذي حول اسمه إلى حزب الدعوة وإن احتفظ بنهجه الطائفي وأفكاره الإقصائية وعملاته لإيران، كون المخابرات الإيرانية ظلت على نفس كوادرها وتنظيماتها ولم يغير نظام الخميني أياً من أقسامها سوى استبدال قادتها بعناصر متمرسة وأكثر تماسكاً بطائفيتها وولائها لنظرية ولاية الفقيه، تمكن الثوار العراقيون من القبض على ضابطين من بين كوادر وضباط المخابرات الايرانية، من العاملين في هذه المخابرات، ومن المرتبطين مباشرة بمهندس الإرهاب الإيراني الفريق قاسم سليماني الذي يدير العمليات الإرهابية خارج إيران، والقيم على كل ما يدور في العراق. عند تفتيش الضابطين الإيرانيين وجد على الحاسوب الذي كان بحوزتهما على مخطط مفصل لنشر الاضطرابات في البلدان العربية، واستغلال أبناء الطائفة الشيعية وتوظيفهم لتوسيع تلك الاضطرابات وجعلها بؤراً يعمل عملاء إيران على توسيعها ونشر نطاقها لتغيير أنظمة الحكم وربطها بولاية الفقيه في إيران مستنسخين نظام (عصري) للامبراطورية الصفوية. المخطط يشمل دول الخليج العربي بما فيها المملكة العربية السعودية ومصر وطبعا لبنان وسوريا والأردن والسودان وتونس وحتى جزر القمر، وقد نشرت هنا في هذه الزاوية (أضواء) في شهر ربيع الثاني 1432ه وعلى مدار ست حلقات ملخص موجز عن هذا المخطط بالحديث عن كل قطر عربي. نشر الحلقات والكشف عن المخطط الصفوي الطائفي الذي يعمل النظام الايراني الحالي على تطبيقه ويكاد يكون (خطة الطريق) التي يسلكها الفريق قاسم سليماني وأعوانه وعملاؤه والخلايا النائمة التي عمل على تنظيمها وإقامتها في الدول العربية، وبالذات دول الخليج العربية. نشر الحلقات والكشف عن المخطط الصفوي تم قبل أحداث البحرين وقبل حدوث أحداث أخرى في الكويت وهذه الأيام في مدينة العوامية. فالخلايا النائمة التي نشرها الجهاز الإرهابي الايراني لم تعد نائمة فقد أعطيت الأوامر للبدء وتنفيذ الأعمال التي أنشئت من أجلها وهو تفجير الاضطرابات وتوسيعها في مناطق معينة في دول الخليج العربي، والدور الآن على المملكة العربية السعودية، وحسب ما جاء في ثنايا المخطط تبدأ عناصر تلك الخلايا بافتعال الأحداث والمشاكل من خلال تظاهرة صغيرة، ثم تبدأ عناصر أخرى باستفزاز أجهزة الأمن وأخرى تستهدف المواطنين، وبالذات من أبناء الطائفة الشيعية لدفعهم إلى مواجهة رجال الأمن، والأوامر الإيرانية المبلغة للعناصر الإرهابية تؤكد على ضرورة القيام بقتل المواطنين وإحداث أكبر عدد من الإصابات بين المتظاهرين والشرطة معاً من خلال استعمال الرصاص من المسدسات والأسلحة الرشاشة وقنابل المولوتوف ومهاجمة نقاط التفتيش من أجل توسيع دائرة المواجهة، ومواصلة تلك الأعمال باستغلال تشييع الجثامين ومحاولة قتل أكبر عدد من المشيعين ومن فوق اسطح البنايات والمنازل التي تمر عبر طرقاتها مواكب تشيع الضحايا من أجل استمرار الاحتجاجات وصولاً إلى خروج الوضع عن سيطرة الأجهزة الأمنية مع نشر الأكاذيب والإدعاءات من محطات التلفزة المرتبطة بالنظام الإيراني. هذا السيناريو كتبنا عنه قبل عشرة أشهر تقريباً قبل أحداث البحري وأحداث العوامية يجري تنفيذه والأيام القادمة تحمل أخطاراً أكثر لاستغلال المناسبة الدينية المقبلة ما يستدعي الحذر والاستعداد لمحاصرة مخططات الصفويين الطائفية.