المتابع لمراحل تخصيص وزارة الثقافة والإعلام لإذاعات ال أف أم والتنافس الشديد بين رؤوس الأموال والذي تجاوز إلى مبالغ كبيرة 75 مليون ريال للحصول على الترخيص نسبة إلى تشغيل محطات إذاعية تعمل بكلفة إنتاجية محدودة نظراً لطبيعة العمل الإذاعي يصاب بشيء من الإحباط لكون هذه الإذاعات في مجملها ركزت جهودها على التسطيح والخفة الزائدة وبث الموسيقى والأغاني الصاخبة ومناقشة أحوال الفنانات!! خمس إذاعات أثيرية تفننت في السعي لكسب شريحة معينة والنزول إليها دون محاولة الرقي بذائقة هذه الشريحة ومناقشة همومها وآمالها بشكل جاد، أطبقت كل هذه المحطات على طريق واحد! تتعجب من هذا السلوك هل هو حب المال وأنه الطريق الوحيد في السعي إلى تحصيل ما يمكن في ظل التزام الوزارة بعدم الترخيص لأي إذاعة أخرى قبل مضي ثلاث سنوات على إطلاق المحطات الخمس، أو الجهل بأن هناك مهنية إعلامية تتطلب التنويع والتخصص لاختلاف شرائح المجتمع بل أكاد أجزم أن المحطات الخمس لم توفق حتى الآن في ملامسة احتياجات المستمعين لدى فئات عدة تنتظر مثل هذه الإذاعات لتقدم المعلومة الجادة والنقاش المفيد والطرح الهادف. على وزارة الثقافة والإعلام أن تتريث في طرح الرخص القادمة وتهتم بطلبات الإعلاميين المهنيين الذين لديهم خبرة في هذا المجال ولديهم القدرة على تقديم العمل الإعلامي بشكل مقبول، وتدعم جهودهم في تقديم المادة الإذاعية التي تليق بالمستمع وتنمي الذوق العام الذي افتقدناه كثيرا مع المحطات الحالية. وسننتظر عامين قادمين حتى يمكن أن نستمع لإذاعات خاصة تليق بأن يدير المستمع المؤشر إليها ليجد المادة المناسبة، مع العلم أنه بمقدور هذه الإذاعات الحالية أن تتدارك الوقت وتعمل بحرفية لتقديم نماذج إعلامية تحترم عقلية المستمع وذائقته مع الاستفادة من الطاقات والقدرات الإعلامية المحلية وعليها أن تكسب الوقت في ذلك.