1 - اتجه الإنسان في مختلف البيئات إلى إطلاق الألقاب على بعض أفراده سواء كانوا قادة أو عامة بأسماء الحيوانات إما تكريماً لهم أو تقليلاً من شأنهم.. فمثلاً سمى الفراعنة سيدهم (بالفحل القوي) الذي يحمي الوادي.. وسمت العرب سادتهم (بكبش قومه).. وسمى بنو أمية آخر حكامهم (مروان الحمار).. وسمى الأمريكيون حزبهم الديمقراطي بالفيل والجمهوري بالحمار.. أما الفرنسيون فقد سمو نابليون بالنسر.. والأتراك وصفوا أتاتورك بالذئب.. ووصف الليبيون عمر المختار بالأسد.. وسمى السعوديون الملك عبدالعزيز بالصقر. 2 - وأطلق العرب على الفرد المثابر على طلب رزقه لقب الذئب.. وعلى المحتال الثعلب.. وعلى الصبور الجمل.. وعلى البليد الحمار.. وعلى الجلف الثور. 3 - كما وشم الساسة بمسميات الحيوان بعض منشآتهم.. فالاستخبارات العربية استخدمت الهدهد شعاراً لها.. والطيران استخدم النسر.. والأمن استخدم الصقر.. والصيدليات الأفعى.. واستخدم العالم الحمامة رمزاً للسلام. 4 - والقارئ لمسميات العرب في العصور المتأخرة حتى انتهاء الحر ب العالمية الثانية سوف يجد أن مسمياتهم تدل على أوضاعهم الاجتماعية ودرجات وعيهم ومستويات معيشتهم.. والحقيقة المرة التي تكشفها أسماؤهم أن العرب كانوا في حالة بائسة..وإليكم الدليل: سألت الدكتور أحمد شبلوط جراح الكلى السوري الشهير عن أصل اسم شبلوط.. فقال: إنه حينما قررت الدولة العثمانية إصدار هويات لمواطني مستعمراتها.. ربطت أسماؤهم بأسماء مهنهم فالنجار والجزار والحطاب والنحاس والمؤذن وخدام وغيرها.. كما ربطت أسماء المزارعين أو بائعي المنتجات الزراعية بأسماء ما يبيعونه فأنت تجد عائلة كوسة وفستق وفجل وعدس ومنها الشبلوط الذي منح لنا كاسم للعائلة.. وهذه التسميات لم تقتصر على المهن بل ربطت بالحالة التي وجدوا الشخص عليها.. فهناك عائلة العريان والحفيان والأعور والأصلع.. الخ.. (انتهى). 5 - هذا كان بالنسبة للعرب في الأقطار وريثة الحضارة الإسلامية.. أما عرب الجزيرة العربية فأسماؤهم تؤكد أن وضعهم لم يختلف كثيراً عن إخوانهم في الشمال.. فهم يسمون أبناءهم بأسماء أدوات الضيافة لديهم ومنها: محماس، ونجر، وصحن، وفنجال وتنباك.. أو أسماء مواشيهم ومنها: جمل، قعيِّد، قعود، حويِّر، عنيق.. وحتى يحموا أبناءهم من الموت أو المرض يسمون أبناءهم بأسماء يرون أن الموت سوف يتجنبها مثل: قنيفذ، وحنيشل، وجحش.