ليس خافياً على أحد أن الفن هو جزء لا يتجزأ من حركة إنسانية تتدفق من الفنان لتلامس في المقابل المتلقين، فيما أرى شخصياً أن الفنان يجب أن يقتصر حضوره فيما يخصه دون محاولة لبس عباءة فضفاضة لا تليق به. وفيما يرى بعض الفنانين أن الكذب عادة تتسق مع مستواهم فإنني لاحظت بأن الفنان ال (كاذب) يعاني من مشاكل يتداولها الجمهور والصحافة، وهو مرض أرجو من الله أن يتخلص منه قدر الإمكان، و إلا فإنني أرجوه أيضاً أن يريحنا من هذه النماذج. في حراكنا هناك نماذج (مخجلة) من الفنانين، فهذا يلقي دروساً في كيفية وجوب تعاطي الصحافة مع واقعه متكئاً على مجموعة من جماهيره، وهو نسي أو يحاول (الاستهبال) علينا متناسياً (عن عمد) بأنه فاشل ويقبع في الصفوف الأخيرة من الفنانين ناحية الصوت والجودة في الأعمال والتساقط الجماهيري الذي يعاني منه، بل إنه آخر من يتحدث عن الفن الذي دخله حين غفلة ولم يبرحه من ذلك اليوم. هذا الفنان الذي لا علاقة له بالفن يسقط دوماً في كل اختبار، وله بعض ممن يحبونه يشاطرونه الرأي، متناسين بأنه مجرد (مدعٍ) للتواضع وهو الفنان الذي امتلأ بالغرور حتى ازداد صوته (نشازاً) إلى نشازه. لسنا في معركة لعض الأصابع أيّنا يقول (آآآي)، ولا نناكف أحداً لكننا يجب نقف في مناطقنا، ويلزم كل واحد حدوده، وتغمد الله برحمته من عرف قدر نفسه، دونما اللجوء إلى الكذب الفاضح حتى يحترمه على الأقل ما يتبقى من عقلاء. آخر بلغ به المرض إلى درجة التصق بالأرض التي يمشي عليها، فبات يرى الآخرين من منخاريه، وغدا متوجساً من الآخرين خيفة ويرتاب من الجميع ولديه حاشية لا أسميها إلا (التحفة) لأنها ساعدت على انكفائه حول نفسه وصوروا له أن الساحة الفنية تدور حوله وهو للأسف لم يعد مطلباً صحافياً ولا يمتلك جماهيراً تخصه وحده، ويستعد (إن لم يكن فعل) الجلوس في منطقة المنسيين. مثل هؤلاء (الدجالين) يقبعون في مناطق معزولة في حياتهم لا يغادرونها حتى و إن حاولوا و هم في طريقهم لعزلة موحشة تقتلع ما جمعوه و سيأتي اليوم الذي لن يذكرهم فيه أحد و إن كانوا قد بدأوا في ذلك حقيقة.