فاصلة: (المهم في الثورة هو عدم تحطيم الكثير من الأواني الخزفية) -حكمة عالمية- لدي شغف أن أعرف كيف نستعمل نحن السعوديين مواقع التواصل الاجتماعي ولذا أنشأت حساباً في موقع «فيس بوك» منذ أشهر، ثم لم أشعر أني أضفت شيئاً للموقع وضعت فيه معلوماتي وهو أقرب إلى موقع تواصل أسريّ، وقد وجدت من خلاله بعض من أصدقاء الدراسة في الجامعة وتواصلت معهم ووجدت كثيرا من الزملاء والزميلات في الإعلام وبعد ماذا يمكن أن أفعل من خلاله وخلت أنه لا شيء. ثم بدأ نجم «فيس بوك» بالأفول وتحولنا إلى تويتر وأنشأت حساباً آخر فيه. «تويتر» عالم مختلف لكننا سعوديون فيه بامتياز. دخلناه بقيمنا ومعتقداتنا وبعضنا يدخله بالملابس الرسمية والبعض الآخر يغرد فيه بحرية وآخرون يمارسون فيه حياتهم اليومية. في «تويتر» كل يغني على ليلاه فإذا كانت ليلاك معرفة فستجدها وإن كانت ليلاك تسلية أيضا ستجدها. عالم فيه الناس معروفون أو أشباح لكنهم يتحدثون في كل شيء، يجاملون وينتقدون والأهم أنهم يتواصلون دون اكتراث للآخر والمرأة فيه رغم حجبها بصورتها أحياناً إلا أنها تعلن عن أفكارها بوضوح. في «تويتر» لا تقرأ الأخبار فقط بل وحتى التحليلات سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية. لكني سألت نفسي ماذا لو دخل رؤساء تحرير الصحف معنا في «تويتر» كيف سيكون الحال أو كيف ستكون علاقة الصحافيين والكتّاب مع رؤساء التحرير؟ هل سنناقشهم في مقالاتنا التي لم تجز مثلاً أو ننتقد سياسات الجريدة أم نجاملهم فهم هرم الجريدة!! في «تويتر» يوجد -على حد علمي- رئيس تحرير عكاظ الأستاذ «محمد التونسي» وتجربته جميلة فهو يعبر عن ذاته ويسوّق كثيراً لكتّاب وأخبار الجريدة بأسلوب راق. شيء من الاختلاف أوجده «التونسي» لأنه كسّر الحاجز النفسي بينه وبين العاملين في الجريدة، لكنها أيضاً تجربة جديدة ربما أظهرت فيما بعد آثار أخرى لا نعرفها لكن بما أنني من المغرمين بالتقنيات الإعلامية فإن التغيير مهما كان أفضل من المياه الراكدة.