حسناً فعلت الجهات المختصة والمسؤولة عن المياه من إدارات أو شركات متعاقدة، بتطبيق العقوبات والغرامات المالية على المنازل والمحلات التي يتسرب منها الماء، حتى وإن كان هذا الماء قد تم تأمينه بمقابل عن طريق شراء «وايت» وليس هذا بيت القصيد، ومع طفرة المشاريع وكثرة الحفريات قلّ أن تمر مع شارع دونما تجد كسراً لشبكة رئيسية للمياه، لتمتد هذه المياه في الشوارع بكمية تعدل ما يتم تسريبه من منازل الحي في عام كامل، والملحظ أنّ هذه الشركة التي تقوم بالتنفيذ يتوالى عندها الخطأ ويتكرر حتى أصبح سمة من سماتها. والذي أعرفه منذ مدة طويلة، أن شركة الاتصالات وما قبلها «الهاتف السعودي»، وكذلك شركات الكهرباء تقوم بتغريم الشركات التي تتسبب في إحداث أعطال (الكابلات) الكهربائية أو الهاتفية، وقد تتعدى الغرامة مئة ألف ريال ولذا فإنّ الشركات المنفّذة للمشروعات قبل أن تنفذ مشاريعها تطالب شركات الكهرباء والاتصالات بتجديد مسار الكوابل الأرضية حتى لا يتم التعرض لها قطعاً، فيلزمها الغرامة، أما شركات المياه فيبدو أنها قد انشغلت بتسريبات المياه من المنازل، وتركت ما هو أكبر وأدل على ذلك من أن شبكة المياه قد عطبت وتفجّر الماء، وبقي الحال نهاراً كاملاً ولما يزيد على اثنتي عشرة ساعة، حتى وصل إلى الأحياء المجاورة وشركة المياه لم تحرك ساكناً فلا الوقاية قد تمت ولا الصيانة قد عملت لاحقاً!! والذي يؤكد جانب الإهمال ما لحظه ووجّه به صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض - حفظه الله - من ملحوظات عن كثرة انفجار شبكات المياه وهدر المياه ووقف ضخ الماء لاحقاً عن الأحياء فترة الصيانة. وثمة مشكلة أخرى مع قدم الشبكات وكثرة أعطالها، ألا وهي سوء تنفيذ السفلتة بعد تنفيذ المشروعات، مما يجعل مرور أي سيارة نقل كبيرة على هذا الجزء نذير وقوع مشكلة في الضغط على شبكات المياه. إن تكرار وقوع المخالفات من الشركات المنفذة يؤكد عدم مبالاتها وذلك لسببين إما لعدم وجود الرقابة من شركات المياه أو عدم الجدية في تنفيذ العقوبات والتراخي فيها وكل هذا يعضده ما نراه في التأخير في معالجة العطب، وعدم الصيانة العاجلة بعد وقوع الأخطاء. إننا نعلم جميعاً أهمية الماء وحاجة الناس إليه ولاسيما لدينا ونحن نعاني شحّاً في المياه، وقبل هذا ما أمرنا به ديننا الحنيف من عدم الإسراف كما قال تعالى: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ}، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تسرف ولو كنت على نهر جارٍ»، هذا إضافة إلى ما تسببه هذه المخالفات مع إهدار المياه من تسبب في تشقق الأسفلت وحدوث حوادث مرورية. والله من وراء القصد.