عُرف الضعف الجنسي وتم الحديث عنه منذ حوالي 2000 سنة قبل الميلاد عن طريق القدماء المصريين، وهي مشكلة يعاني منها ملايين الرجال حول العالم، وتزداد نسبة الإصابة به كلما تقدم العمر، فحوالي 52% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 40 - 70 سنة يعانون من إحدى درجات الضعف الجنسي. ويُعرف الضعف الجنسي بعدم القدرة على الانتصاب، أو عدم القدرة على المحافظة عليه، وهو يعد من الأمراض التي تؤثر على حياة المريض ويؤثر في مزاجه العام ونفسيته بصورة كبيرة. أسباب الضعف الجنسي للضعف الجنسي أسباب عديدة، منها الناتج عن مشكلات نفسية، أو أسباب عضوية مثل أمراض الأوعية الدموية أو نقص في الهورمونات أو الإصابة بالسكري أو تأثر عصب الانتصاب، أو ارتفاع ضغط الدم أو التدخين المفرط، أو أمراض القلب وارتفاع نسبة الدهون في الدم أو حتى في الانزلاق الغضروفي. وهناك أسباب مشتركة أو تسمى أسباب عضو نفسية وهي من الأسباب الأكثر شيوعا لضعف الانتصاب. فالضعف الناتج عن أسباب نفسية والذي كان يعتبر الأكثر شيوعا حيث تصل نسبة الإصابة به إلى 90%. فمن المعلوم أن الإثارة الجنسية والانتصاب تتحكم فيها المراكز العليا بالمخ التي يمكن أن تتأثر بالعامل النفسي مثل القلق والخوف من الفشل أو الخوف من الجنس أو الإحباط أو توتر العلاقة الزوجية أو الشعور بالذنب تجاه الزوجة أو الوسواس القهري والاختلال النفسي وضغوط الحياة المتزايدة، كذلك ينتج عن الجهل والمعلومات الخاطئة عن العلاقة الجنسية لعدم وجود تعليم جنسي بمراحل التعليم المختلفة. أما الضعف الناتج عن الخلل في عصب الانتصاب يعود لوجود أي مرض في خلايا المخ أو الحبل الشوكي أو العصب المغذي للعضو الذكري والنسيج الاسفنجي بالقضيب مثل الشلل الرعاش ونزيف المخ وإصابات العمود الفقري وجراحات منطقة الحوض مثل استئصال البروستاتا. وهناك أسباب ناتجة عن خلل في الغدد الصماء مثل نقص هورمون الذكورة أو زيادة هورمون الحليب أو مرض السكري وهو الأكثر شيوعا ويؤدي إلى الضعف الجنسي نتيجة تأثيره على الأوعية الدموية والأعصاب المغذية للعضو الذكري. أما أسباب الضعف الناتج عن خلل الأوعية الدموية مثل تصلب الشرايين أو انسداد الشرايين الناتج عن الجلطات فقد لوحظ مؤخراً أن معدل بداية حدوث نقص تروية شرايين القلب (جلطة القلب) متساوٍ تماما مع نقص تروية شرايين العضو الذكري، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الدهون والكوليسترول بالدم والتدخين وهو من الأسباب الرئيسية للضعف الجنسي. وهناك العديد من العوامل الهامة جدا والمشتركة بين الأمراض السابقة والضعف الجنسي والتي تؤدي إلى تفاقم الحالة أهمها.. السمنة وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة والتدخين بأنواعه وتناول الكحوليات. وينبغي على الطبيب المعالج الاهتمام الشديد بهذه الأمور وحث المريض عليها وتوضيح مدى أهميتها. وهناك سبب آخر ومهم للضعف الجنسي ويغفل عنه الكثير من الأطباء وهو الأدوية التي يأخذها المريض، وهناك أدوية معروفة تؤثر على الانتصاب مثل: بعض أدوية ضغط الدم، وبعض أدوية علاج خلل ضربات القلب، وأدوية القلق والاكتئاب، وبعض أدوية حموضة المعدة، وأدوية علاج الصرع والشلل الرعاش، وبعض الأدوية المضادة لهرمون الذكورة. طرق تشخيص الضعف الجنسي الخطوة الأهم في عملية التشخيص هي ضرورة قيام الطبيب بأخذ التاريخ المرضي للمريض بصورة مفصلة والبحث عن عوامل الخطورة في حياة كل مريض بدءا من أسلوب الحياة التي يتبعه المريض مرورا بالأمراض التي يعاني منها فالأدوية التي يتناولها، وينبغي أن يتم ذلك بالتفصيل وبكل دقة وعناية، ويفضل في وجود الزوجين، ثم يتم الكشف السريري للمريض لقياس ضغط الدم مع فحص الأعصاب ثم الفحص الموضعي. ثم نأتي لدور التحاليل المعملية وهي ضرورية جدا ومهمة في الكشف عن عوامل الخطورة لهذا المرض والحد الأدنى من التحاليل اللازمة هي: تحليل البول، صورة دم كاملة، تحليل نسبة السكر والدهون في الدم، وظائف الكلى، هورمون الذكورة، وهرمون الحليب. ثم يأتي دور الأشعة في التشخيص وأهمها ضرورة القيام بإجراء أشعة الدوبلر التلفزيونية على الأوعية الدموية الخاصة بالانتصاب وهي تساعدنا في تحديد مدى شدة المرض ومدى الاستجابة لأساليب العلاج المختلفة، وكل هذا متاح بإذن الله في مركز النخبة الطبي الجراحي. علاج ضعف الانتصاب الخطوة الأهم في العلاج هي تغيير أسلوب حياة المريض إلى أسلوب صحي سليم نشيط كما أسلفنا القول، مع ضرورة السيطرة وضبط الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري وارتفاع نسبة الدهون. الخطوة الثانية في العلاج هي تبديل أو تغيير بعض الأدوية التي يتناولها المريض والتي تضعف الانتصاب وهذه ذكرناها سابقا. ثم نأتي لمعالجة الأسباب النفسية من علاج سلوكي ونفسي مع إعطاء أدوية تساعد وتحسن الانتصاب. أما المرضى الذين يعانون من خلل في الهورمونات كنقص هورمون الذكورة أو زيادة هورمون الحليب فيتم إعطاؤهم العلاج التعويضي المناسب. ويمكن وصف أدوية تحسين الانتصاب والتي تؤخذ عن طريق الفم والتي أحدثت ثورة في علاج الضعف الجنسي وأفادت الملايين في جميع أنحاء العالم مثل Sildenafil وTadalafil وVardenafil وهذه الأدوية لها شروط وضوابط في كيفية استعمالها حتى تعطي الاستجابة المثلى. وينبغي عدم وصف هذه الأدوية للمرضى الذين يعانون من الذبحة الصدرية والذين يتناولون أدوية تحت اللسان، أو للمرضى المصابين بهبوط في عضلة القلب وهبوط في ضغط الدم، أو لمرضى ارتفاع ضغط الدم الشديد والذين يتعاطون عدة أدوية لمعالجته. ثم يأتي علاج ضعف الانتصاب عن طريق حقن مادة البروستاجلاندين في نسيج العضو الذكري ويتم تدريب المريض على إعطائها لنفسه، ويتم وصفها للمرضى الذين لا يستجيبون للأدوية التي تعطى عن طريق الفم أو لمرضى القلب. وأخيرا يأتي العلاج الجراحي للمرضى الذين لا يستجيبون لكل الوسائل السابقة وذلك بتركيب جهاز تعويضي وهذا أيضا يتم في مركز النخبة الطبي الجراحي.وختاما أنصح المرضى الذين يعانون من ضعف الانتصاب بألا يخجلوا من طلب النصيحة والعون من الطبيب المختص وأن يستجيبوا لتعليماته الخاصة بتغيير أسلوب الحياة وبتناول الأدوية الموصوفة. د.. أيمن البحطيطي - استشاري جراحة المسالك البولية والضعف الجنسي والعقم