«يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي، وادخلي جنتي» بالامس القريب ودعت محافظة تربة احد ابرز رجالاتها المعروفين المرحوم الشيخ ثامر بن شلهوب المرزوقي البقمي محافظ تثليث سابقا فقد خطفته يد المنون هو ونجله الأكبر نايف وزوجته وسائقه اثر حادث مروري أليم على طريق جيزان / مكةالمكرمة بالقرب من محافظة المخواة التابعة لمنطقة الباحة. ولم يكن وقع الحادثة صدمة لاسرة الفقيد وحدها بل كان على جميع من عرفوا ذلك الشخص النبيل. فقد كان رحمه الله ممن يحبون الخير ويسعون اليه وكان يدفع الغالي والرخيص لاصلاح ذات البين كما اشتهر رحمه الله بتوفيق الله له باعتاق الرقاب المحكوم عليها بالقصاص حتى انه اصبح ملاذا بعد الله للقبائل التي تعرفه او تسمع به فتتجه اليه تطلب عونه ووقوفه معهم في قضاياهم وكان التوفيق حليفه تغمده الله بواسع رحمته. لم يكن ذلك الرجل يقوم بهذه الاعمال لطلب سمعة او جاه فقد كان رحمه الله ممن يتمتعون بتلك الخصال كما لم تكن المادة التي رزقه الله اياها واستخدمها لاعمال الخير هاجسا يؤرقه بل احسن استعمالها لتفريج الكربات عن المحتاجين ومد يد العون للضعفاء والمساكين فلهجت له الألسن بالدعاء وبسط الله له الرزق والعطاء.. ومن مناقب المرحوم انه كان متواضعا متميزا بدماثة الخلق لم تغره المادة ولا بريق المنصب فأدى دوره في هذه الحياة البالية على خير ما يرام.. احسبه كذلك والله حسيبه. وعلى صعيد خدمة الوطن قام المرحوم بخدمة بلاده على مدى اكثر من اربعين سنة خير قيام منذ ان كان احد منسوبي امارة منطقة نجران مرورا بامارة منطقة عسير حتى نال اعجاب اميرها الشهم صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل الذي عينه محافظا لمحافظة تثليث فأدى الرسالة وحفظ الامانة.غفر الله لابي نايف وابنه وزوجته ورحمهم رحمة الابرار وألهمنا جميعا فيهم الصبر والسلوان وأجزل الاجر والمثوبة لاسرتهم الصابرة المحتسبة. و«إنا لله وإنا إليه راجعون» م. مسفر بن ناصح البقمي