أصدرت أمانة منطقة الرياض مؤخراً كتاباً يُضاف إلى إصداراتها من كتب ودوريات من إعداد الدكتور عبد الله بن محمد المنيف عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود، تحت عنوان (أمراء الرياض خلال عهود الدولة السعودية). والكتاب ليس الأول في نتاج أمانة المنطقة، كما أنه ليس الأول في نتاج المنيف في تاريخ مدينة الرياض، فقد سبق أن أصدر المنيف العديد من الكتب والمقالات والدراسات في تاريخ الدولة السعودية مثل سوابق ابن بشر والدراسة المميزة عن (العمد في مدينة الرياض حين كان الأمير سلطان أميراً على الرياض)، وقد لاقت هذه الدراسة استحسان الفقيد الراحل الأمير سلطان رحمه الله. وعود على هذا الكتاب الذي التقت فيه المظلة الرسمية المتمثلة في أمانة منطقة الرياض مع الجهد الكبير من الباحث المنيف، حيث قدم للكتاب سمو أمين منطقة الرياض الذي قال في تقديمه: يمثّل هذا الكتاب صورة من صور التعبير عن الوفاء للرجال الذين تولوا مسؤولية الإمارة في منطقة الرياض منذ انطلاق الدول السعودية حتى الآن. وبقدر ثناء ابن عياف على هذا العمل والجهد المبذول فيه إلا أنه أكَّد أن هذا العمل يعد خطوة أولى في سبيل توثيق جوانب مهمة في تاريخ منطقة الرياض وهو ما يتطلب تضافر الجهود المختلفة لتحقيق هذه الغاية. أما الباحث المنيف فقد قال في مقدمته للكتاب: ويأتي هذا الكتاب ليعرّف بالأمراء الفعليين الذين تولوا منصب الإمارة في هذه المدينة منذ انضوائها تحت لواء الدولة السعودية في عهدها الأول حتى الآن. ويضيف عبد الله المنيف في مقدمته: وبالرغم من صدور العديد من الإصدارات التي تناولت الرياض مدينة ومنطقة إلا أن أياً منها لم يختص بتناول منصب من تولوا الإمارة منذ سنة 1187ه حتى الوقت الحاضر الذي يتولى فيه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان إمارة المنطقة. هذا ما أتى في تقديم العياف ومقدمة المنيف، أما ما ورد في تضاعيف هذا الكتاب فأول ما يلحظه القارئ الكم الهائل من الوثائق والصور للأشخاص والمواقع في هذه العاصمة العريقة فيلحظ القارئ خريطة قديمة لجزيرة العرب بما فيها الرياض، كما يلحظ مخطط مدينة الرياض الذي رسمه عبد الله فلبي ثم صوراً متنوّعة للمدينة. ثم شرع المنيف بعد ذلك ليشرح مصطلح الأمير في اللغة واستخداماته أمام القارئ، وبعد ذلك موضوع مستقل عن أمراء الرياض في عهدي الدولتين السعوديتين الأولى والثانية، وتلا ذلك موضوع الإمارة في عهد الملك عبد العزيز وتبع ذلك حديث عن الرياض تاريخها ونشأتها وموقعها. ثم شرع المنيف في ذكر الأمراء للرياض في الدول السعودية فبدأ بالأمراء في الدولة السعودية الأولى وهم: عبد الله بن مقرن بن محمد، ثم عبد الله بن حسن الفضلي، ثم ناصر بن حمد العائذي، ثم تركي بن عبد الله، ثم عبد الله بن حمد العائذي. ومع كل أمير على الرياض من هؤلاء يذكر المنيف ما وقف عليه من المصادر عن سيرهم وأخبارهم مع اعتراف المنيف بأن بعض هذه الشخصيات لم تسعفه المصادر ببعض المعلومات عنهم بشكل كاف. وأما في الدولة السعودية الثانية فقد عدَّد المنيف أمراءها وهم: الإمام تركي بن عبد الله ثم الإمام فيصل بن تركي (الفترة الأولى) الأمير خالد بن سعود والأمير عبد الله بن ثنيان، ثم الأمير حمد بن عبد الله بن عياف، ثم الإمام فيصل بن تركي (الفترة الثانية) ثم الإمام عبد الله بن فيصل بن تركي (الفترة الأولى) ثم الإمام سعود بن فيصل بن تركي، ثم الإمام عبد الله بن فيصل بن تركي (الفترة الثانية)، ثم الإمام عبد الرحمن بن فيصل بن تركي (والد الملك عبد العزيز)، ثم الإمام محمد بن فيصل بن تركي. رحم الله الجميع. وبعد ذلك شرع المنيف في تعداد أمراء الرياض في الدولة السعودية الثالثة، وهم: الأمير ناصر بن عبد العزيز، ثم الأمير سلطان بن عبد العزيز ثم الأمير نايف بن عبد العزيز، ثم الأمير سلمان بن عبد العزيز (الفترة الأولى)، ثم الأمير تركي بن عبد العزيز، ثم الأمير فواز بن عبد العزيز، ثم الأمير بدر بن سعود بن عبد العزيز، ثم الأمير سلمان (الفترة الثانية) وبهذا يكتمل عقد الكتاب الذي يمتاز كما تقدّم بمادة ضخمة في المعلومات والوثائق والصور والخرائط.