لقد سخر الله سبحانه وتعالى لبلد الحرمين رجالاً يفخر بهم كل مسلم يسهرون الليالي وهمهم راحة ضيوف بيت الله الحرام والمسجد النبوي، بجهود مضنية، ومتابعة لا تنقطع لذا وضعوا كل التسهيلات والخطط التي ترسم نجاح أداء المشاعر بكل يسر وسهولة، طالبين الأجر والمثوبة من الباري عز وجل، واضعين خدمة الحجيج نصب أعينهم وما ربطُ المشاعر بنقلة حديثة وتقنية تمثلت بقطار المشاعر الذي ساهم في تخفيف حدة الزحام وتسهيل تنقل الحجيج بين المواقع بكل راحة وسلام وما صاحب تلك الجهود من إجراءات أمنية وخدمية وتنظيمية ووقائية هدفها خدمة وراحة حجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا واحد من تلك الجهود التي تبذل على مدار العام وتأخذ الكثير من الجهد. وفي كل عام تجدد المملكة التزامها تجاه حجاج بيت الله الحرام وتؤكد واجبها في توفير جميع الخدمات وإنجاح موسم الحج والعمل على أن يكون موسم الحج أفضل مما سبقه من مواسم وذلك من خلال المشاريع العملاقة التي تجعل رحلة الحج أيسر وأقل مشقة والتي تتولى الدولة الصرف عليها بكل سخاء فالحج ركن من أركان الدين الإسلامي تحرص الدولة على تمكين كل مسلم من أدائه. لا شك أن ما يبذل من جهود سنوية متلاحقة لخدمة هذه الحشود المتزايدة من الحجاج، بكل ما يتطلبه ذلك من تجنيد آلاف القوى البشرية المدربة لتقديم الخدمات للحجاج منذ وصولهم وحتى مغادرتهم، فضلا عن تفويج وتنقل هذه الحشود في وقت واحد مما يقتضي بذل جهود إدارية كبيرة، واستنفار قوى بشرية كافية، يتم تحفيزها سنويا معنويا وماديا لتبقى دائما على مستوى عالٍ من اليقظة والتفاني في العمل. إن ما تقوم به حكومة المملكة من جهود في شتى المجالات يؤكد حرصها على الرقي بالخدمات المقدمة للحجاج وتقديم أفضلها لهم ومنها الخدمات الصحية, إذ تبذل وزارة الصحة قصارى جهدها بجانب الجهات الصحية الأخرى للرقي بكافة الخدمات الصحية ويشمل ذلك الخدمات الوقائية والتي تمتد منذ التخطيط لرحلة الحج في بلد الحاج مرورا بالإجراءات عند الوصول إلى منافذ المملكة وتستمر هذه الإجراءات خلال وجود الحاج في المشاعر كما تشمل هذه الخدمات الجوانب العلاجية المختلفة والمتمثلة في تطوير المرافق الصحية وتزويدها بما تحتاجه من التجهيزات الحديثة والمتطورة وتقديم الخدمات العلاجية والإسعافية والتوعوية منذ وصول الحجاج إلى أراضي المملكة وحتى مغادرتهم إلى بلدانهم سالمين غانمين. لقد أثبت أداء وزارة الصحة في موسم حج هذا العام وبما لا يدع مجالاً للشك أنها قادرة على التغلب على صعوبات التعامل الصحي مع هذه الحشود البشرية الكبيرة وأكسبها خبرات عالمية في مجال طب الحشود وخير دليل على ذلك إشادة منظمة الصحة العالمية من خلال فريقهم المتواجد والمتابع من الميدان بالخدمات المقدمة من وزارة الصحة وبالقدرة على التعامل مع هذه الحشود الهائلة. ولا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل فرد شارك في خدمة ضيوف بيت الله الحرام تنفيذا لتوجيهات القيادة الحكيمة والتي سخّرت كافة الإمكانات لإتمام حجاج بيت الله نسكهم بكل يسر وسهولة سائلا الله العلي القدير أن يجعل ما عملوه في ميزان حسناتهم وأن يديم على المملكة أمنها واستقرارها.