الحمد لله القائل (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم) الآية ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.. وبعد: فبهذه المناسبة العزيزة على نفوسنا جميعاً وهي مرور عشرين عاماً متوالية من العطاء. من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ملكاً على هذه الأرض المباركة بعد أن تسلم الراية من أخيه الملك خالد يرحمه الله في 21/8/1402ه بعد أن انتقلت الأمانة لتصل هذه المملكة بفضل الله ثم بفضل تفانيه في خدمة شعبه والمسلمين إلى هذا ا لرخاء والازدهار والأمن والأمان. فقد كان يحفظه الله على الدوام يعيش هموم وطموحات شعبه ووطنه وأمته. وقد نهض بشرف الأمانة التي استلمها خير نهوض فكان هاجسه الوحيد خدمة مواطنيه ورقيهم. كما اتسم عهده وتميز بكم كبير من المعطيات والإنجازات التي يصعب حصرها في مساحة محدودة. كما اهتم بالأراضي المقدسة. وقام عليها خير قام، مع تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن الذين يفدون إلى هذه المقدسات من داخل المملكة وخارجها. ولا شك أن السنوات التي مضت من عهد فهد بن عبدالعزيز تحققت فيها إنجازات إنمائية ومشاريع عمرانية. وأنهت احتياجات البنية التحتية من مرافق عامة وجسور وطرق سريعة وأنفاق وزراعة وصناعة، ومستشفيات وجامعات ومجمع يقرأ فيه كتاب الله ليضيء آفاق المعمورة بالإضافة إلى صناعة الإنسان السعودي الذي يواكب عصره ويتشبب في مبادئ دينه مع الانفتاح الكامل على معطيات العصر. والممارسة اليومية للديموقراطية المباشرة من خلال احتكاكه وإخوانه الأمراء بالمواطن في مجالس مفتوحة في هذه المجالس التي يختلط فيها الحاكم بالمحكوم اختلاطاً أسرياً يستمعون فيه إلى شكاوى الناس وهمومها لنصرة المظلوم ونشر العدل والوقوف على عطائهم وإنجازاتهم، مع إيمانه العميق بأهمية العلم كأول رائد للتعليم مما اتسع فيه التعليم ليعم جميع المدن والقرى والهجر في أنحاء المملكة المترامية الأطراف لإتاحة التعليم لأكبر عدد من المواطنين الراغبين وكان الرائد الأول للنهضة التعليمية يهدف لبناء الإنسان السعودي وتطويره وفق تعاليم العقيدة الإسلامية. وجعل المملكة في مصاف الدول المتقدمة مع التمسك بالعقيدة الإسلامية وبكل فخر واعتزاز وفي جو من الحرية والعدل والاستقرار مع صدور النظام الأساسي للحكم في عهده والذي استمد أحكامه من كتاب الله وسنة رسوله. فجاء نظام الحكم إسلامياً في أهدافه وغاياته فريداً في صياغته، مع الدعاء للأب القائد بأن يجعل ما قدمه ويقدمه في ميزان حسناته وأن يمده بمزيد من العون والتوفيق وطول العمر في طاعة الله وأن يشد عضده بولي عهده وإخوانه وأعوانه والناصحين من رعيته. والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.