من يقرأ تاريخ إيران يجده ممتلئاً بالصفحات السوداء الملوثة بالعدوان والطغيان، وهي التي ترى نفسها أنها تحتوي على أشرف الكائنات، وأعرق الموجودات، وقد كانت فيها دولة فارس، التي عبدت النار، وكان مسمى هذه العبادة «المجوسية» ومليكهم يطلق عليه في لغتهم «كسرى» سقطت الدولة الفارسية، بعد أن انتصر المسلمون في معركة القادسية عام 14ه وفتحت المدائن عاصمة الفرس عام 16ه، فكان صدى ذلك، يتردد في قلوب قادتها، حقداً وكراهية وحسرة وندامة، وهذا واضح في سيرتهم ومسيرتهم، تجد أن أحط فترات الدولة الإسلامية، عندما يشارك أو يدير هؤلاء الفرس شؤونها، أو بعض شؤونها. وفي عام 1979م جاء الخميني بعد أن طرد منها الشاه محمد رضا بهلوي، والذي عمل على ربط الشيعة في العالم بإيران، واستمر هو ومن بعده في إنشاء أحزاب طائفية، وقيادات موالية لهم في المنطقة، وما زالوا يعملون بنفس طويل، للوصول إلى أطماعهم، وتنفيذ مخططاتهم. إيران هي الدولة المعتدية المؤذية، التي كان لها دور كبير في دعم الحوثيين هي نفسها التي كانت وراء حوادث الشغب في مواسم الحج لأعوام خلت، وهي التي ما زالت تكرر الاعتداء على السفارة السعودية في طهران، وهي التي تقف وراء المظاهرات والحرب الإعلامية على المملكة. إنها دولة مستبدة، لا تعرف إلا سياسة البطش والترهيب، قامت فيها قبل فترة مظاهرات واحتجاجات في شوارع العاصمة، فعملت على قمعها، ومنعت عنهم الإعلام ووسائل الاتصال، ووضعت المعارضين في السجن، ثم هاهي مع شعبها السنة، بالرغم من عددهم الكبير - ثلث السكان- إلا أنهم ممنوعون من ممارسة حقوقهم الأساسية، ولم يسلموا من القتل، وهدم المساجد، وإغلاق المدارس. إنها دولة تمنع النطق بالعربية في دوائرها، وتحظر ارتداء اللباس العربي في مجامعها، يذكر أنها زمجرت وأرعدت، عندما قامت إحدى الخطوط الجوية الأجنبية، بوضع مسمى الخليج العربي في خرائطها الملاحية، عوضاً عن مسمى الخليج الفارسي، ويذكر أنها هي التي تقف وراء سفك الدم في العراق، وهي التي أشعلت ودعمت فتنة المظاهرات في البحرين، إذ ما زالت تدعي أنها سُلبت منها في عهد الشاه، ولا ننسى كذلك، جزر الإمارات التي ما زالت محتلة. هذا نزر قليل، عن هذه الدولة المجوسية البغيضة، والتي هي أخطر علينا من اليهود، فقد شوهوا الدين، وأفسدوا العقيدة، ونشروا الفرقة، وهدموا الصف، وأثاروا القلاقل، وأحدثوا الفتن، وزعزعوا الأمن في العديد من الأماكن فإلى متى نتركهم يتطاولون علينا؟! «مزق الله ملكهم» (من دعاء نبينا صلى الله عليه وسلم على مليكهم كسرى، الذي مزق كتاب نبينا، فقتله ابنه، وأطاح بعرشه). وحتى تحمي دول الخليج العربي نفسها من المد الفارسي وسياسة التوسعية عليها أن تعجل بمشروع الوحدة فيما بينها، وأن تحرص على تقوية درع الجزيرة العسكري بأكثر عدد من الجنود، وأعلى عدة من العتاد، وكم نتمنى من دول العالم قطع العلاقات معها، ما دامت لا تلتزم بالبرنامج النووي السلمي، ولا تحترم حقوق الجوار، ولا تقدر أعراف الدول، ولا تراعي حقوق الإنسان، أما الأقليات الشيعية في بلادنا وغيرها، فعليها أن تحمد ربها، وأن تحترم نفسها، وألا تستمع إلى إملاءات إيران، ومطامع طهران، وهم الذين يعيشون بيننا في خير دائم، وأمن وارف، واستقرار شامل. الحرس الوطني [email protected]