ما زالت الأصداء الإيجابية، ومشاعر الفرح تغمر الوطن حكومة وشعبا بصدور الأمر السامي الكريم القاضي بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وليا للعهد نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للداخلية.. وهو بلا شك قرار حكيم وصائب وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ويصب في خدمة الوطن، وهو خير خلف لخير سلف، وخير من يسد الثغرة التي خلفها رحيل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله. لقد تحدث كثيرون مثلي عن صفات ومزايا وقدرات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، ولم يحيطوا بها، وماذا عساي أن أقول عن هذه القامة الفريدة والقائد الفذ والشخصية المتميزة وهذا الرجل صاحب الفكر والرأي والإرادة القوية، الذي ظل يرفد البلاد بخبراته وقدراته ورأيه منذ عشرات السنين، وقد سموه تولى المسؤولية منذ وقت مبكر في عهد والده الملك المؤسس طيب الله ثراه مستمدا منهجه من شرع الله ثم من مبادئ المؤسس رحمه الله بالتزام الشرع والحفاظ على وحدة الوطن وحب المواطن وخدمته، فضلا عن دوره البارز في خدمة علاقات المملكة الخارجية من خلال الحضور القوي والفاعل في المحافل الدولية وذلك أكسبه مكانة خاصة لدى قادة الدول ومواطنيها. الأمير نايف منظومة متكاملة من القدرات والإمكانيات، لا نستطيع احتواءها في مساحة صغيرة، لكن أبرز أعماله تجسد في تطوير وزارة الداخلية والارتقاء بأدائها وتأهيل كوادرها وأجهزتها ومهامها بشريا وتقنيا ونظاما، وقد انعكس ذلك في تصديها لظاهرة الإرهاب وتجفيف منابعه وإفشال مخططات الفئة الضالة وأنصار الفكر المنحرف بأسلوب فريد ومتميز ليس له مثيل في العالم رغم أن الظاهرة ضربت مناطق كثيرة في العالم، لكن أسلوب المواجهة والمناصحة والضربات الاستباقية وتعاون المواطن مع رجال الأمن كانت سمة ميزت الأمن السعودي وميزت تعاطي وزارة الداخلية بقيادة الأمير نايف لتلك الظاهرة المندحرة. إن نجاح الجانب الأمني بصورة واضحة لفتت أنظار كل العالم، لا يقلل من جهود سمو الأمير نايف في مجالات عديدة، اعتمدت الرأي والفكر والقدرات النادرة والمواقف القوية والعزم والحزم، حيث لسموه حضور فاعل ومتمكن في مجال خدمة القرآن والسنة النبوية ،وليس أدل على ذلك من رعاية سموه جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز العالمية للسنة النبوية، وكذلك رعاية سموه لكراسي علمية ذات أبعاد مهمة في خدمة الدين والوطن وتصحيح العقيدة وتكريس الأمن الفكري، بالإضافة إلى الأعمال السياسية والمناصب التي تولاها سموه عبر عشرات السنوات، وكذلك الجهود الخيرية والثقافية وغيرها ما يصب في خدمة الوطن الغالي، ويبرهن على القدرات والميزات والصفات التي يتمتع بها سموه والتي تجعله بعون الله سندا وعضدا لأخيه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في مرحلة مهمة تحتاج فيها البلاد إلى مثل هذا الطراز من القيادات لتشق طريقها نحو آفاق التطور والازدهار، محققة تطلعات القيادة الرشيدة، وملبية متطلبات المواطن واحتياجاته. نهنئ سمو الأمير نايف بالثقة الملكية الغالية، ونهنئ أنفسنا برجل الأمن الأول وليا للعهد، ونهنئ خادم الحرمين الشريفين بسنده وعضده وولي عهده الأمين، ونسأل الله أن يحفظ قيادتنا الكريمة، ويحمي بلادنا العزيزة من كل شر وسوء. * رجل أعمال