أخذت جمعية الكشافة العربية السعودية على عاتقها خدمة الحجاج التائهين ومنهم الأطفال منذ خمسين عاماً عندما بدأت معسكرات الخدمة العامة أعمالها في خدمة الحجاج عام 1382ه، وتولي الجمعية اهتماماً وعناية بهؤلاء الأطفال عناية خاصة من حيث اختيار القيادات الكشفية المناسبة للمهمة وتهيئة الأجواء والمكان المناسب لهم حتى أسندت هذه المهمة العام الماضي لمجموعة من المرشدات واللاتي أبدين استعداداً أنسب وتقديم خدمة أفضل لما تمتلكه الأم من مقومات وعاطفة تتناسب وهؤلاء الأطفال التائهين. ويشهد المركز سنوياً الكثير من المواقف الإنسانية التي تفرح وتبكي العاملين والعاملات في المركز فرحاً باللقاء بين أب أو أم بطفلهما. الدكتور القائد ناصر الخليفي أحد أبرز الشخصيات التي عملت في مراكز الأطفال التائهين لفترة تجاوزت الثلاثين عاماً يصف العمل الذي يقومون به بالإنساني والخدمي وهو أحد أبرز الأهداف التي تسعى إليها جمعية الكشافة العربية السعودية، ويضيف لقد بكينا مراراً وضحكنا مراراً أخرى لما شهدناه من مواقف أبوية بعد اللقاء وتلقينا الدعوات الصادقة من حجاج بيت الله الحرام على العمل التطوعي الذي نقوم به، ويضيف الدكتور ناصر أن توصيل الأطفال التائهين بذويهم شهد نقلة نوعية عن ذي قبل خاصة بعد أن أدخلت التقنية الحديثة في الإرشاد فاليوم الجمعية تقوم بتصوير الأطفال التائهين وترفع صورهم على موقع الجمعية على الشبكة العنكبوتية الإنترنت وبالتالي فمن يفقد طفله يمكن أن يرجع إلى موقع الجمعية ومعرفة أين يمكن أن يجد طفله ووسيلة الاتصال، كما أن أجهزة اللاسلكي والبرافو التي يستخدمها أفراد الجمعية تجعلك تعرف أين يمكن أن تجد الطفل التائه. من جهته أوضح الدكتور عبدالله بن سليمان الفهد المشرف العام على معسكرات الخدمة العامة أن خدمة إرشاد الأطفال التائهين من المهام الأساسية التي تحرص الجمعية على توفير وتوظيف كافة الإمكانات لها باعتبار أن الطفل في ذلك السن يحتاج إلى الاحتواء وقد يتعرض لأي صدمة نفسية بسبب ضياعه وفقدانه لوالديه وبالتالي فعندما يتم إحضار الطفل إلى المركز يكون جميع من فيه على أهبة الاستعداد للتعامل مع تلك الحالة.