ارتفع المعدل الأسبوعي لسعر سلة أوبك للأسبوع الماضي في الأسواق العالمية ليلامس ال 112 دولار للبرميل متأثراً بالعوامل الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط التي تحتوي على أكثر من نصف احتياطيات العالم البترولية وتنتج أكثر من 25 % من الإنتاج العالمي اليومي من البترول وخاصة الأحداث الأخيرة المتعلقة بالملف النووي الإيراني واحتمالية صدور تقرير وكالة الطاقة الذرية الدولية والتي من المتوقع أن يشير تقريرها إلى أن البرنامج النووي الإيراني يتجه إلى مرحلة متقدمة من إنتاج السلاح النووي. هذا التأثير أدى بدوره إلى إرتفاع أسعار مزيج برنت (بحر الشمال) ليصل إلى أعلى من 115 دولار للبرميل كأعلى سعر في الشهرين الماضيين بالرغم من الكثير من المخاوف الإقتصادية خاصة لبعض الدول الأوروبية المتأثرة سلباً بشكل رئيسي بمشاكل الديون والمصاعب المالية في اليونان وإيطاليا وبعض دول الاتحاد الأوروبي والتي كان من المتوقع أن تأثر سلباً على الاقتصاد العالمي ومن ثم انخفاض أسعار البترول في الأشهر المتبقية من عام 2011م. المطلع على معدلات العرض والطلب والقدرة الإنتاجية العالمية للدول المنتجة للبترول داخل وخارج منظمة أوبك في الآونة الأخيرة, يجد أن عامل العرض والطلب في الوقت الحاضر -بلا شك- لا يمثل عامل مهم مؤثر على أسعار البترول على المدى القريب وذلك لتوفر كميات كبيرة من البترول كسعة إنتاجية إضافية تزيد بكثير على توقعات معدلات الطلب على البترول في السنوات القادمة. كما أن الزيادة المتوقعة على الطلب في فصل الشتاء خاصة وقود التدفئة لمواحهة البرد القارس الذي بدأ مبكراً هذه السنة في كندا و الولايات الشمالية و الوسطى من أمريكا و روسيا و بعض الدول الأوربية لا تمثل أي تحدي لدول منظمة أوبك أو حتى الدول المنتجة من خارجها. و يبقى –كما كان سابقاً- العامل الجيوسياسي المتمثل حالياً بمشكلة الملف النووي الإيراني يمثل العامل الرئيس الذي قد يؤثر سلباً أو إيجاباً على أسعار البترول على المدى القصير والمتوسط على حد سواء. والسؤال هنا يتمثل في معرفة مدى إنقياد دول الإتحاد الأوروبي ودول مجلس الأمن الدولي لدعاة الحرب والحل العسكري لهذا الملف الشائك من قبل دولة العدو الصهيوني وبعض الأصوات في الولاياتالمتحدةالأمريكية بدلاً من الحل السياسي والاقتصادي المتمثل في زيادة العزلة السياسية و الإقتصادية لدولة إيران؟ وكما ذكرت سابقاً في عدة مقالات بأن التحدي الذي يمثله العامل الجيوسياسي على صناعة البترول العالمية سوف يستمر -كما علمنا التاريخ- على المدى القصير و المتوسط لصعوبة التنبؤ به. وربما يعتبر البترول السلعة الأهم التي تسيطر عليها السياسة أكثر من أي شيء آخر مهما بذلت الدول الرئيسية المنتجة للبترول وفي مقدمتها دول منظمة أوبك من جهود جبارة للتقريب بين الدول المنتجة والمستهلكة والعمل على الحد من المضاربات وتوفير طاقة إنتاجية إضافية لسد أي زيادة غير متوقعة في الطلب. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعم السلام على دول العالم عامة ودول الخليج العربي الدول العربية والإسلامية خاصة ويقينا ويبعد عنا شر الحروب. اللهم آمين.