تمر الأحداث بأطيافها وتداخلاتها بين الأفراح والأتراح، وكان المغرضون يتربصون بهذه البلاد وأهلها أن تقع في الفتنة وأن تختل توازنات، القيادة عندما تتعرض لكارثة أو ابتلاء.. ولكن المملكة العربية السعودية -بحمد الله- تخرج من أزماتها وابتلاءاتها أشد ما تكون تماسكاً ووحدة، في موقف يغيظ العدو ويسر الصديق، كانت وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- فاجعة كبرى للقيادة والشعب... ...وراهن أهل الأحقاد والأطماع الشريرة على أن يدب الخلاف بين الأسرة السعودية، وأن يتململ الشعب السعودي رغبة في التغيير لذات التغيير، وكأنهم لا يعرفون أصالة الشعب السعودي ومدى الحب والتراحم والتلاحم بين القيادة وشعبها الوفي... لقد أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمره بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية، بعد موافقة مجلس البيعة على ذلك.. وبهذا ألجمت أفواه كانت تتشدق وتربض في مرابض الفتنة للإضرار بوحدتنا الوطنية.. فتحمل الأمير نايف بن عبدالعزيز مسؤولياته بشرف وأمانة واقتدار وقد أمضى معظم وقته في ميدان العمل والمسؤولية، وكان ولا يزال رجل الأمن الأول في هذه البلاد... فلم يكن تعينيه ولياً للعهد مفاجأة بل هو أمر طبيعي، وهو حسنة من حسنات خادم الحرمين الشريفين الذي نظر لمن حوله واختار منهم.. القيادات والأعوان الذين يسهرون على مصالح المواطنين ويمسكون بزمام الأمن ويعرفون الأدواء والمتغيرات في عالمنا المعاصر. كان تعيين سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد برداً وسلاماً على الوطن والمواطن، لأنه الأجدر من بين جديدين والأقدر من بين قادرين.. وليس بعيداً عن حاله ما قاله: أبو العتاهية في تهنئة أحد الخلفاء: فلم تك تصلح إلا له ولم يك يصلح إلا لها ولو رامها أحد غيره لزلزت الأرض زلزالها الحمد لله الذي جعل هذا البلد آمناً مطمئناً وشرفه بخدمة ضيوف الرحمن فهنيئاً لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين والعاملين معهم على خدمة حجاج بيت الله الحرام وعلى نجاح حج هذا العام ذلك النجاح الباهر الذي بلغ أرقى المستويات وقدمت فيه أفضل الخدمات.. وما زال خادم الحرمين الشريفين يرعى ويوجه المسؤولين بخدمة حجاج بيت الله الحرام وتوفير وسائل الأمن والراحة لهم حتى يكملوا مناسكهم ويعودوا إلى بلدانهم، وليس أدل على ذلك من أن سمو ولي العهد يرعى بنفسه خدمة ضيوف الرحمن ويشرف عن كثب على الخدمات في المشاعر المقدسة.. وهكذا يتواصل العطاء في بلد يغمره الأمن والرخاء وتتوالى فيه المكرمات.. لقد أطل خادم الحرمين الشريفين في يوم الحج الأكبر على شعبه الوفي وعلى العالم بأوامره الملكية السامية، وفي مقدمتها تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزيراً للدفاع، ولسنا في حاجة المعرفة من هو سلمان بن عبدالعزيز؟ فله منا التهنئة الخالصة، وللقيادة والشعب السعودي خالص التهنئة أيضاً بهذا الرجل الوفي المعروف بحبه للعمل والوطن والمواطن، وهو صاحب مدرسة متقدمة في فعل الخير والتطوير والبناء وتحمل المسؤولية، وهو كذلك حسنة من حسنات خادم الحرمين الشريفين الذي بادر بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، حفظهم الله جميعاً وألبسهم لباس الصحة والعافية.. وإلى مزيد من الإصلاح والعطاء في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير نايف بن عبدالعزيز. فبلادي في نعمة شاءها الله ومجد موطد الأركان وسباق مع الزمان لتبقى معقل المجد والهدى والبيان عضو مجلس الشورى في دورته الأولى