(الحكم لله ثم لعبدالعزيز) كانت هذه الجملة التي نطق بها آباؤنا وأجدادنا الذين حاربوا مع الملك عبدالعزيز موحد الكيان الذي أسماه بالمملكة العربية السعودية؛ حيث التفوا حوله وبايعوه ملكاً على البلاد بعد رحلة استغرقت وقتاً وجهداً وعناءً ليؤسس مملكة مترامية الأطراف في شبه الجزيرة العربية، يشار إليها بالبنان، وتخدم أكثر من مليار مسلم على المعمورة. جاء صقور الحكم السعودي خلفاً لأبيهم صقر الجزيرة، ونهجوا نهجه في قيادة دفة الحكم في السعودية، وجعلوا من مملكتهم أنموذجاً في البناء والتقدم، وتحويل الصحراء إلى مدن عصرية حديثة البناء تواكب تطور الحياة، وتصبح الرياض العاصمة المدينة النموذجية. في اجتماع لأعضاء هيئة البيعة التي قام -حفظه الله - بإنشائها مستنداً إلى المادة (ج) من النظام الأساسي للحكم في السعودية، والمكون أعضاؤها من 35 أميراً من أفراد الأسرة الحاكمة الذين ينتمون مباشرةً إلى مؤسس البلاد الملك عبدالعزيز آل سعود، وافق الجميع على مرشح الملك لولاية العهد، الذي لم يجئ مخالفاً لأي من موادها التنظيمية؛ فقد بُويع الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد خلفاً للفقيد الأمير سلطان بن عبدالعزيز. كما جاء في نص الأمر الملكي: (وبعد أن أشعرنا سمو رئيس وأعضاء هيئة البيعة؛ فقد اخترنا صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد، وأمرنا بتعيين سموه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية). وبعد مبايعة ولي العهد من قبل الشعب السعودي، وفي يوم وقفة عرفة لحجاج بيت الله الحرام الذين وصلوا إلى ثلاثة ملايين حاج، جاءت أوامر ملكية مهمة أبرزها تعيين الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع؛ ليحل محل شقيقه الراحل، وتثبت المملكة العربية السعودية بقيادتها وشعبها أنها دولة قادرة على مواجهة الأزمات والتغيرات والتقلبات، وتنعم باستقرار سياسي وأمني واقتصادي. عوداً على بدء، صقر الجزيرة خلال لقائه بأمين الريحاني شرح له أسباب سقوط الدولة السعودية الثانية، مبيناً الأخطاء السياسية التي وقع فيها الإمام عبدالله بن فيصل تركي والخلاف الواقع بينه وبين أخيه سعود؛ مما يعني أن رجل المرحلة كان مدركاً ومستفيداً من عبر التاريخ. والله الموفق..