إن المتأمل في السنوات الأخيرة يجدها تعج بالفتن المتعاقبة بحيث يعجز الإنسان عن مجاراتها ويقف حائراً أمامها، ففي هذا الزمان لن تجد زوجاً أو زوجة أو جاراً أو صديقاً، ولا تجد وظيفة ولا سكنا إلا وفيه ما يكدرها وكأن هذه الدنيا أشبه أن تكون زجاجة بالكاد أن تخرج رأسك من عنقها لكي تتنفس بعض الهواء، فعندما تتعمق في العلاقة بين أحبابك أو جيرانك أو زملائك في العمل أو حين يجمعك حديث مشترك مع إنسان عابر، تصيبك الدهشة بأن هؤلاء جميعهم يعانون من مشاكل تتفاوت في حجمها سواء كانت مادية أو أسرية أو غيرها من المشاكل التي تصيب البشر، حتى أضحى الناس تتفجر نفوسهم براكين من لهيبها وهم على فراش النوم وفي اليقظة حتى تصدعت قلوبهم وضجرت نفوسهم مع الأحداث، مشاكل زوجية أو علاقة مضطربة مع الأبناء أو احتياجات معيشية أو ضغوط عمل أو قلق طريق فهم في قلق دائم، أهكذا هي الحياة نتصورها ونعيشها من زاوية مظلمة.. إذا ما السبيل للخروج من تلك العواصف والمنغصات..؟ إنها الوقفة الصادقة مع الله في مناحي الحياة هي سبيلك كما قال صلى الله عليه وسلم (تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة) وحسن الظن بالله والنظرة التفاؤلية من خلال نظرتك للحياة، فانظر إليها نظرة المحب المتفائل لا تدع سفينة حياتك تتوقف كثيراً على مرفأ اليأس واحتفظ دوماً بتذكرة الأمل وخذها بسرور وابدأ الصباح بإشراقة وبسمة رائعة واستقبل الليل بوقاره وصمته فإذا فكرت في المصائب قادك عقلك إليها وتضخم بها واكتوى قلبك بنارها وأصبحت أسيراً لها، حينها حتما ستصيبك الكئابة، ويطوقك القلق والحزن، لكن لو وجهت عقلك تجاه النعم التي حباك الله بها من سمع وبصر وجوارح وقبل ذلك نعمة الإسلام حينها سترى إشراقة حياة جديدة. فالمشاكل والهموم نار تشتعل وتتوهج، ما إن يراها الفراش حتى يتهاوى فيها، فلا تكن كالفراش لا يستطيع التمييز بين شعلة النار وبزوغ الشمس في الصباح الباكر، إن الحكماء هم الذين يوازنون بين ما وهبه الله لهم وبين ما سلبه منهم، ويدركون أن لكل إنسان حظوظاً من الهم سينالها وكؤوساً من الألم سيتجرعها. وأخيراً اجعل الرضا نافذة للسعادة وطريقاً للراحة، وارضى بما قدره الله عليك وحوّل المحن إلى منح، أنت الوحيد بعد الله الذي تسعد نفسك لا تنتظر ظرفاً مناسباً قادماً من عالم الغيب، اعمل على حاضرك واستشراف المستقبل، فكرك هو اللقاح فوجه لديار الزهور والأفراح واجني حلو الحياة وعسلها. [email protected]