بعد أسبوعين من مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي في مسقط رأسه يشتاط بنو عشيرته في القرية التي حولها إلى مدينة أثيرة غضباً وخوفاً، ويحذرون من أنّ دماء فاسدة ستسمم ليبيا لسنوات قادمة. ومن الصعب معرفة إلى مدى قد يترجم الحديث عن الثأر إلى أفعال، لكن لا مجال لإنكار الكراهية التي يضمرها أهالي سرت للثوار المنتصرين الذي أطاحوا بابن عشيرتهم، وهي كراهية فاقمتها الإساءة التي تعرّض لها القذافي بعد القبض عليه، والتمثيل بجثته قبل أن تدفن في مكان سري. قال الحاج أبو محمد أحد أفراد عشيرة الزعيم المخلوع متسائلاً «هل ستنسى إذا قتل شخص ما ابنك؟ .. لا لن تنسى. الناس هنا لن تنسى أبداً.» وكان الحاج أبو محمد يقف في مكان في وادي الجرف وهو واد في الصحراء قريب من سرت حيث وُلد القذافي، ويقول سكان محليون إنه مكان قبر والدة القذافي وثلاثة آخرين من أقاربه، قام مقاتلون معادون للقذافي بنبشه وتدنيسه أثناء معركة سرت التي أنهت حرباً دامت ثمانية أشهر. وقال «ستكون هناك عداوات دامية.»