ينشد الرائديون عودة فريقهم الكروي الأول بعد أن تسلم المدرب التونسي عمار السويح مهامه بالفريق إثر وقوفه بجانبه في مباراته مع الهلال التي خسرها بهدفين دون رد والتي تغير فيها روح الفريق عن المباريات الماضية وهو ما أعطى شيئا من الأمل لدى أنصاره.. وإن كان هذا لا يعني التسليم بعودة الفريق ما لم تتبعه نتائج فعلية تبقى في (اسكور) المباراة لا على ورق الصحف وشاشات الفضائيات، فالمديح الذي تتغنى به الإدارة وفي مقدمتهم رئيس النادي فهد المطوع والصادر من قبل بعض الرياضيين أحيانا لا يمكن أن يمنح الفريق نقطة ما لم يجتهد الفريق ذاته ويبحث عن الحصول عليها وقبل ذلك الإدارة فبإصلاح الخلل، كون الإطراء يبقى في حدود (المجاملة الرياضية) المعتادة في هذه المواقف، والرائد الذي (طار بالفرحة) بعد الخسارة من النصر في أولى جولات الدوري دفع الثمن غاليًا بعدم الواقعية!!.. ورغم محاولات العلاج الرائدي إلا أن الحلول وقفت عند حد تبديل المدرب من قبل الإدارة، فالتونسي عمار السويح رغم مشواره التدريبي الناجح فلن يكون وحده المنقذ فهو لا يملك (عصا سحرية) في ظل إغفال الإدارة لملفات لا تقل أهمية عن الجهاز الفني وفي مقدمتها الجهاز الطبي بالفريق وتأخر تجهيز اللاعبين المصابين فهذا المدافع عبيد الشمراني يدخل شهره الثامن عقب الإصابة ولا يختلف عنه بندر القرني ومثلهم الكنغولي ديبا الذي ظل ثلاثة أشهر في إصابة قبل عودته للمشاركة، فأين محاسبة الجهاز الطبي أو حتى استبداله وإحضار جهاز كفء بقيمة لاعب أو لاعبين بدلاً من (التكديس) الحاصل بالفريق، وحتى الجهاز الإداري المشرف على الفريق ليس بمنأى عن الملامة في هذا الأمر، ودوره في تهيئة اللاعبين ومحاسبتهم أيضًا.. كما أن تكرار الإخفاق في جلب العنصر الأجنبي كما هو الحال للأسترالي دا كوستا وإعادة البرازيلي فيلب كامبوس الذي لم يجهز حتى الآن رغم مضي ثماني جولات بالدوري فوت على الفريق فرصة الاستفادة من الأجانب بسبب اختيارات خاطئة!! وليس من المعقول أن تقتصر الحلول بالرائد عند الإخفاقات على إبعاد مدرب وجلب آخر ومثلهم اللاعبين مما يؤكد أن الإدارة غير قادرة على تشخيص الخلل والتي هي جزء منه، فرغم الخسائر الست إلا أن الإدارة لم تجتمع حتى الآن لتدرس وضع فريقها، فأين العمل الجماعي المطلوب كمجلس إدارة؟! إلا إذا كانت ترى أن العلاج يتوقف على إقالة مدرب وإقفال الأبواب في التمارين أو نقل اللاعبين للتدريبات خارج بريدة فهذا شأن آخر!!.. ثلاثة مواسم تثبت أن استبدال المدربين وجلب عشرات اللاعبين الذي تمارسه الإدارة مع كل انكسار لم يعد حلاً لوضع الفريق المزري بعد أن انكشفت الأمور بأن (المادة) التي كانت السلاح بيد المطوع لم تعد تجدي في ظل إهمال التخطيط، فالرائد يدخل عامه الثالث دون نتائج تذكر سوى الصرف المالي الرهيب الذي بلغ حد الإهدار عبر تكرار استقطاب اللاعبين دون تشخيص للخلل الحقيقي ويكفي أن بعض اللاعبين يبرزون مع فرقهم بمجرد مغادرتهم أسوار الرائد كما يحدث مع أحمد الحربي وفايز السبيعي وبدر الخراشي وغيرهم.. وهو ما جعل بعض الجماهير الرائدية تتخلى عن حالة الوفاق التي كانت تجمعها برئيس ناديها فهد المطوع حيث سئمت من الوضع مما حدا بها للمطالبة برحيله وهو ما حصل عقب الخسارة من نجران على مسمع ومرأى من المطوع ذاته الذي فضل مغادرة الملعب مباشرة، معللة الجماهير تلك المطالبة بعدم تحقيق المطوع لأي نتائج حتى الآن وهو يمضي الموسم الثالث في كرسي الرئاسة!! إذ كانت الإدارة أغلقت ملف الجهاز الفني فإن ذلك لا يكفي لإصلاح الخلل ما لم يصاحبه تغييرات أخرى على مستوى العمل سواءً بالجهاز الإداري أو الطبي، وترك العمل الفردي والاستعانة بأصحاب الخبرة والنظرة الثاقبة من أعضاء الشرف وأبناء النادي ومنحهم كافة الصلاحيات بالفريق وتوفير الأجواء المناسبة لهم من الإدارة وألا يكون دورهم صوريًا كما هي حال بعض اللجان بالنادي!!