لعل من المناسب قبل أن أتحدث عن الموضوع أن «أروي لكم « بعض المشاهد عن «حياة الإعلامي» أثناء تغطية موسم الحج, بحكم تجربتي على مدى «11عاماً «, فبعد نحو «13 ساعة» من البث المباشر والمتواصل لنقل «الصورة كاملة» عن وقوف «حجاج بيت الله الحرام» على صعيد عرفات، وأنت تقف على قدميك وتشاهد وتتابع كل «ملبي ومكبر»، كان لزاماً الانتقال إلى «مزدلفة « لرصد وصولهم ضمن «نشرة الأخبار» عبر كاميرا أخرى» وبشكل مباشر أيضاً». في العام الماضي أذكر جيداً أنني «مشيت» على قدمي من «عرفات» باتجاه «مزدلفة» مع «زحام و نفرة الحجاج»، حتى دخلت «بطريق الخطأ» وسط مجموعة من «الحجيج» الذين وهبهم الله «بسطة» في الجسم، حتى أن «قدمي» ارتفعت عن الأرض وأصبحت أتقدم بفعل «موج البشر» المتحرك لاندفاعهم مع مكان مزدحم، والحمد لله «أن إحرامي» كان مربوطاً بشكل جيد, وبعدها وجدت صاحب «دراجة نارية» فطلبت منه إيصالي «لموقع البث» في مزدلفة من أجل مواصلة «التغطية الإعلامية» اللازمة، فاشترط «300 ريال» مقابل إيصالي «عبر طريق مختصر», وفي «وقت قياسي»، فوافقت وقال لي: «تمسكي كويس يا هاج» طبعاً ثقافة «ركوب الدبابات» عندنا «صفر»، ركبت خلف «صاحبنا « و»عكس الطريق» حتى وصلنا لنقطة حاجز «حديدي» منعه «الشرطي» من تجاوزها، ولكنه وجد «فجوة صغيرة» بين حاجزين آخرين فقال لي: «تقربي أكثر وتمسكي» وأسرع باتجاه الحاجز ولم أشعر باحتكاك «رجلي اليسرى» بطرف الحاجز, وقد جرحت ليخرج «بعض الدم»، قلت «ماشي ضريبة العمل الإعلامي والشهرة» وصبرت وهو يوصيني كل مرة «تقربي» حتى لا أسقط، وفجأة أصبحت أشم رائحة «حريق» وإذ بحذائي «البلاستيكي» يحترق من حرارة «الشكمان» حيث وضعت «قدمي» في المكان الخطأ حتى «احترقت»، عموماً وصلت لعربة البث «بمزدلفة» بعد أن احترقت قدمي، وجرحت ساقي، لأقف أمام الكاميرا من جديد وفي الموعد رغم «الإجهاد» بعد أن توقف السائق ولم يستطع مواصلة المسير وسط الحجاج, لأكمل المشوار مشياً وأنا «أعرج», وبعد هذا كله، أكمل مناسك الحج «وسط البحث عن قصص إخبارية متعددة للأيام المقبلة». هذا يوم من حياتي في «المشاعر المقدسة» أتذكره وأنا أقرأ «معاناة بعثات الصحافة» والإعلام، إذ ما زال «الإعلامي» المكلف بتغطية الحج في كل عام «يتسول» مقراً له و»لطواقمه الفنية» «باجتهادات شخصية» من المحررين والصحفيين، عبر شركات الحج أو بعض المؤسسات والجهات العاملة في المشاعر من أجل النوم والراحة، حتى يتمكن من متابعة عمله وتغطيته لموسم الحج بكل نجاح، في ظل عدم وجود مقار صحافية «ثابتة» وكافية لأعداد الإعلاميين، وهو أمر يحتاج «برأيي» إلى تدخل وإعادة نظر من معالي وزير الثقافة والإعلام ومسؤولي وزارته مشكورين، الذين يملكون بكل تأكيد الحل لجعل «رسالة الإعلامي» متوافقة مع جهود المملكة الجبارة لخدمة ضيوف الرحمن وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين. فلنجعل من «رحلة الإعلامي» لتغطية الحج مرآة حقيقة لما وصل إليه شبابنا من «احترافية ومهنية إعلامية» عالية، تعكس اهتمام بلادنا بهذه الوفود المباركة، بدلاً من بحثهم ومعاناتهم في نهاية كل يوم من أيام الحج عن «مأوى» يضمهم ومعداتهم، بدلاً من الإعداد لنقل صورة مشرقة عن الحج في مكان آخر. وعلى دروب الخير نلتقي.