حسم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - قبل أيام موضوع خلافة ولاية العهد في مملكتنا الغالية بتعيين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء خلفاً لفقيد الأمة والدولة والوطن، سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه وأنزله فسيح جناته -، كما قضى الأمر الكريم بتعيين سموه وزيراً للداخلية. ) وحدث تاريخي كهذا، مضموناً ومناسبة وتوقيتاً، يحمل العديد من الملامح المهمة، من بينها ما يأتي: أولاً الاختيار الحكيم لسمو ولي العهد - حفظه الله - يجسد المكانة الرفيعة التي يشغلها سموه منذ زمن طويل ضمن منظومة الريادة السياسية والإدارية الحكيمة في هذه البلاد. ثانياً وهو تتويج سامٍ لجهود سموه المشرفة في خدمة هذا الوطن الأمين، عبر مجالات عدة، يأتي في مقدمتها كل ما يتعلق بملف الحراك الأمني، وما حققه سموه ومَنْ معه من الكفاءات الوفية الأمينة من إنجازات قيمة في هذا الصدد، أسست لهذا البلد على مرّ العقود مكانة وصيتاً أمنياً قوياً في مكافحة العديد من آفات هذا العصر وأدرانه، وأبرزها الجريمة بكل فروعها وأشكالها المتفرقة. ثالثاً ولن يغيب عن البال أبداً جهود سمو ولي العهد الأمين الموفقة في التصدي لمحنة الشعوب الأولى، وهي معضلة المخدرات، وما تفرزه من آثام، تهريباً، تحت شعار (الاستيراد البرئي)، وترويجاً وتعاطياً يفضي إلى نشوء الكثير من المآسي الإنسانية التي لا ترحم ابتسامة طفل ولا براءة شاب ولا حرمة رجل ولا امرأة؛ الكل يتحول إلى (حطب) لنارها الموقدة، يصلاها من يصلاها! ومن يقرأ الإصدارات اليومية للجهات الأمنية المعنية يدرك عمق المواجهة الصلبة الصعبة في بلادنا الغالية بين مروجي أدوات الموت البطيء وفرسان المقاومة البواسل من رجال الأمن والجمارك والعيون الساهرة على الحدود، وتفوقهم في اكتشاف أساليب التهريب، مهما بلغت فنون (الإخفاء) تعدداً وتعقيداً، وقد أقامت هذه القبضة الأمنية الباسلة سداً منيعاً، بعون من الله وتوفيقه، ضد تلك الآفات وما شابهها. رابعاً: نعم.. إن سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز - حفظه الله - أهل للثقة السامية التي أولته إياها حكمة القيادة الرشيدة؛ فهو ومن معه صرح أمني متين لحماية النسيج الاجتماعي والإنساني لهذا البلد المسلم الأمين، وسيبقى سموه بإذن الله الحارس الوفي لأمن هذا الوطن، ويقف معه عيناً ساهرةً في الخندق ذاته ثلة مباركة من الرجال المخلصين، قياديين وميدانيين؛ لتبقى يد الله هي العليا، ويبقى أمن هذا الوطن وكرامته واستقراره فوق كل اعتبار!! وبعد.. فبهذه المناسبة الغالية يشرفني، مواطناً ومسؤولاً، أن أهنئ القيادة الحكيمة بقرارها السديد ممثلاً باختيار العضد الأمين لسيدي خادم الحرمين الشريفين - أيده الله بنصره -. حفظ الله مليكنا المفدى، وشد أزره بساعده الأيمن الأمين، وحقق لبلادنا في عهدهما مزيداً من الأمن والرخاء والاستقرار.