شكل رحيل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز فاجعة وطنية بمعنى الكلمة ودللت بصورة كبيرة وواضحة لا لبس فيها على مدى الدور الذي كان- رحمه الله- يقوم به وطنياً وإنسانياً حتى أصبح أحد علامات التاريخ السعودي الحديث بما تركه من أثر في قلوب الجميع وما أنجزه على صعيد الوطن سواء في مجال بناء القوة العسكرية السعودية أو في مجال التنمية الشاملة التي نعيشها في ظل قيادتنا الحكيمة . لقد اجتمعت الأمة على ذكر محاسن سموه رحمه الله وترددت هذه المحاسن على ألسن الناس بجميع فئاتهم الصغير والكبير , لقد كان رحمه الله قلب خير ...يعطي بلا حساب ...ولا يرد أحداً ...وكان حنوناً يرعى الصغير والأرملة والمسكين وذو الحاجة ...وكان رجل سياسة محنَّك , تشهد له مواقفه الكبرى في قضايا الوطن والقضايا العربية , وقد أحبَّ وطنه فأحبه الوطن , وأحبه كل من في الوطن سعودياً كان أم غير ذلك , فأياديه البيضاء تصل للجميع دون نظر إلى الجنسية أو الدين . لقد صنع الأمير سلطان رحمه الله مآثر إنسانية طوال مسيرته جعلت اسمه ملازماً للخير كلمة وعملاً فأينما حلَّ حضر العطاء والخير معه وشملت أفعاله الخيرة والإنسانية المملكة وخارجها ولهذا شاهدنا وسمعنا ردود الأفعال المليئة بالحزن على خبر وفاته رحمه الله في جميع دول العالم وعلى كافة المستويات الحكومية والشعبية وهذا مبعث فخر لنا كسعوديين أن يقدر العالم أفعال رجالنا الأفذاذ الذين يزهو الوطن فيهم ويكبر . لقد عبرَّ أبناء الوطن بكافة أطيافهم ومناطقهم عن حزنهم الكبير برحيل سلطان الخير وشاهدنا تدافع مجاميعهم الكبيرة وشاركنا ضمن هذه الطوابير الغفيرة والتي وقفنا ساعات طويلة حتى تمكنا من الوصول لأداء الواجب والتعبير عن الولاء والبيعة للأسرة الكريمة مما شكل مشهدا وطنياً بامتياز عبروا من خلاله عما يكنونه لفقيد الوطن ,وبنفس الوقت يظهرون مشاعر الولاء للقيادة الحكيمة, ويؤكدون على صدق انتمائهم لهذا الوطن الذي عاش أيام حزن على رحيل أحد قادته الكبار .ومما يجعل ذلك المشهد متميزاً هو العدد الكبير من المعزين والعفوية التي دفعتهم للمشاركة في تقديم واجب العزاء والجهد والتعب من الانتظار الذي تحملوه حباً وطواعية للسلام على ولاة الأمر ومشاركتهم أحزانهم ,حيث طغت الروح الوطنية والإنسانية على كل ذلك , وهي بنفس الوقت تأكيد البيعة من قبل المواطنين لولاة أمر هذه البلاد والذي توجَّه خادم الحرمين الشريفين باختياره من يراه ولياً لعهده وتفعيل نظام البيعة الذي وضعه كدستور لتنظيم البيت السعودي لطمأنة البلاد والعباد على مستقبل الوطن ومواطنيه . رحم الله الأمير سلطان بن عبد العزيز فقد فقدنا بفقده إنساناً معنى وقيمة حيث كان كريماً جواداً ومحسناً ورجل دولة من طراز نادر . وعزاؤنا جميعاً في خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير نايف بن عبد العزيز وأفراد العائلة الكريمة الذين ساروا على خطى الملك المؤسس رحمه الله يدافعون عن الإسلام ويبنون وطنهم بمحبة وعطاء قلَّ نظيره . [email protected]