جاء خبر وفاة سمو الأمير سلطان فاجعاً لنفوسنا، لما له من مكانة في قلوبنا؛ فلقد رزقه الله محبة الناس، والناس شهداء الله في أرضه، توفي سلطان ولكن أعماله تشهد له؛ ففي كل مدينة في المملكة مسجد يحمل اسمه، فأسأل الله أن يبني له بها بيوتا في الجنة. لقد مات سلطان الخير، مات صاحب الأيادي البيضاء، مات كافل الأيتام ومعين الأرامل، مات من يستطيع أن يزرع الابتسامة في أي مكان في العالم بمجرد حضوره؛ لأن حضوره يكون بيد مليئة بالخير، وبعطاء سيبقى ذكرى للسلطان أبد الدهر. رجل وضع ماله في خدمة الخير "ماذا نقول عنه"؟، رجل أياديه البيضاء وصلت لكل منزل في بلادنا الحبيبة "ما الذي يواسينا فيه"؟، رجل زرع بابتسامته أملاً متجدداً يملأ القلوب حبّاً وتفانياً، رجل كان درعاً حصينة لوطنه بوصفه وزيراً للدفاع والطيران "كيف لقلمي أن يُعبِّر عنه"؟، رجل استطاع أن يوصل لكل مواطن سعودي شعوره وإحساسه به حتى ولو لم يلتقِ به "من أين لي بحروف تصفه"؟، رجل كان كالسيف البتار لكل من يحاول العبث بأمن الوطن، رجل له على كل شبر من هذا الوطن وجود وعطاء "كيف نرد ديونه"؟، رجل سخَّر حياته لخدمة دينه ثم مليكه ووطنه، وبحكمةٍ جعلت عجلة النماء والازدهار لا تغيب شمسها عن أرجاء بلادنا مترامية الأطراف، فيستحق منا الكثير بلا شك. لكن عزاءنا في وجود خادم الحرمين الشريفين بيننا ليواسينا في فَقْد رجل بقامتك يا سلطان الخير، وهو الذي كان وسيبقى حبيب شعبه، ومواسيه، ومعينه على الخير دائماً، ووجود صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد ورجل المهمات الصعبة الذي سيكون -بإذن الله- خير خلف لخير سلف. يا صاحب القلب الحنون كم نبكيك، ونسأل الله أن يجبر قلوبنا بلقائك وأنت مبتسم، وبخلودك في جنات النعيم، إنه القادر على كل شيء. د. أحمد بن عبدالله الباتلي - مدير مركز دراسات الإعجاز العلمي في القرآن والسنة