يقف الإنسان حائرًا من هولة الصدمة.. ماذا يكتب وماذا يقول عن أمير العطاء والإنسانية؟! ويبلغ الحزن والألم مداه برحيل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله. لقد فقدت البلاد واحدًا من أبرز رجالاتها.. أمير شارك مع والده المؤسس -طيب الله ثراه- ومع إخوانه من بعد في إرساء دعائم الأمن والأمان والتنمية والتطوير، وكان أحد الأركان الأساسية التي ساهمت بقوة في النهضة الكبيرة التي شهدتها المملكة في العصر الحديث، فحقّ لاسمه أن يطرز من ذهب في سجلات القادة ورجال الريادة في التاريخ السعودي العظيم. كان الأمير الإنسان (سلطان بن عبدالعزيز) من خير الرجال الغيورين على دينهم ووطنهم وحريصاً على كل ما من شأنه خير المواطن، ولم يأل جهداً في كافة الأعمال والمسؤوليات التي تحمل أعباءها ومهامها الجسام بصبر وجلد وإيمان. لقد فقد الوطن رمزًا من رموز الخير والعطاء وأعماله في الخير ووقوفه مع المحتاجين والمؤسسات الخيرية والإنسانية تتحدث عن نفسها، فقد كان لسموه جهود كبيرة في تشجيع العمل التطوعي والخيري والإنساني، وكان حريصاً كل الحرص على قضاء حوائج المواطنين، محباً للخير، متصفاً بالتواضع وحسن الخلق والتعاون وحب الخير والنفع لعامة الناس. تبقى المساحة ضيقة لذكر مناقب وصفات سلطان الخير وسيبقى دعاؤنا متواصلاً لسموه ما حيينا، وأصدق المواساة وأحر التعازي أقدمها لقائد مسيرة الوطن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولسيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والى أصحاب السمو الملكي الأمراء (إخوانه وأبنائه وأحفاده) وإلى الأسرة المالكة الكريمة -حفظهم الله جميعاً. يبقى عزاؤنا في رحيله من خلال سيرته العطرة وفي ما تركه لنا من بصمات واضحة في مواقع المسؤوليات التي تولاها والأعمال والآثار الجلية التي تبناها. ونسأل الله أن يجعل تلك الأعمال في موازين أعماله والحمد لله على كل حال وفي كل حال إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .