قبل نهاية هذا الشهر سوف يحتفل كل السعوديين، ومعهم كل المسلمين، في مشارق الأرض ومغاربها، بمرور عشرين عاماً على البيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين لتولي مقاليد الحكم في دوحة الإسلام ومنطلقه المملكة العربية السعودية. فقبل عشرين عاماً من عامنا هذا بايع أهل الحل والعقد، بل بايع كل سعودي وسعودية فهد بن عبدالعزيز ملكاً للبلاد، وخلال العشرين عاماً الماضية شهد الوطن من البحر إلى البحر وفي كل ميادين الحياة ما لم يشهده عبر تاريخه الطويل والممتد لآلاف السنين، ففي خدمة الإسلام والمسلمين شهد المسجد الحرام بمكةالمكرمة توسعة هي الفريدة من نوعها منذ أن وضع قواعده سيدنا إبراهيم عليه السلام، فقد تحول إلى أكبر مسجد على وجه الأرض، حيث تبلغ مساحته الآن ثلاثمائة وستين ألف متر مربع، وتكلفة هذه الأعمال زادت على اثني عشر مليار ريال، وهو يتسع اليوم لأكثر من مليون مصل في غير أوقات الذروة، واهتم حفظه الله بتطوير المشاعر، إذ يوجد فيها لخدمة حجاج بيت الله الحرام أكثر من أربعمائة مركز صحي ومستشفى، وفي مشروع المملكة للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي يتم الإستفادة سنوياً من نصف مليون رأس من الماشية، وصرف أكثر من سبعة بلايين من الريالات على آلاف الكيلومترات من الطرق التي تتخللها مئات الكيلومترات من الإنفاق والجسور في مكةالمكرمة والمشاعر، وأقيم في منى حوالي خمسين ألف خيمة مقاومة للحريق لراحة وسلامة ضيوف الرحمن، وكلفت أكثر من تسعمائة مليون ريال، وتغطي هذه الخيام مساحة تزيد على مليوني متر مربع، كما شهد المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة توسعة مماثلة جعلته يتسع لأكثر من سبعمائة ألف وستة وستين ألف متر مربع، وقد انفق على هذه التوسعة وما صاحبها من خدمات ثلاثون مليار ريال، وأقيم نفق للخدمات يمتد لأكثر من سبعة كيلومترت، بالإضافة إلى المظلات الفخمة التي ترتفع بإرتفاع سقف المسجد ويتم التحكم فيها آلياً. ولم تقتصر جهوده حفظه الله خلال العشرين عاماً الماضية على الاهتمام بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، بل شملت شقيقهما الثالث المسجد الأقصى، إذ تبنت المملكة في عهده الميمون حملة تبرعات يخصص ريعها لإعمار الأماكن الإسلامية في القدس الشريف، ويتبرع شخصياً لصندوق القدس بأكثر من عشرة ملايين ريال. وفي مجالات عمارة المساجد والجوامع، فقد كان له الفضل الأول بعد الله في تشييد وعمارة بيوت الله في العديد من مناطق المملكة ومحافظاتها، ومن ذلك على سبيل المثال جامع الملك فهد بمدينة الخبر الذي بني على مساحة تجاوزت اثنين وأربعين ألف متر مربع، حيث تبلغ مساحة البناء حوالي أربعة آلاف متر مربع، وجامع الملك فهد في بريدة بمنطقة القصيم والذي تبلغ مساحة صحنه حوالي خمسة آلاف متر مربع، وهناك جوامع ومساجد أخرى منها جامع الملك فهد في نجران، وفي حائل وفي شرورة وجامع نمرة بالإضافة إلى تمويله بناء وإعادة بناء مساجد وجوامع منها جامعا الملك عبدالعزيز في أبها، وفي الخرج. وفي عهده رعاه الله تم إنفاق أكثر من مائتين وخمسين مليار ريال لنشر الإسلام ولدعم الأقليات الإسلامية في العالم، وشمل هذا الدعم حوالي مائة دولة، ومولت المملكة بالكامل أكثر من ثمانية عشر مركزاً إسلامياً متفرقة في قارات العالم المختلفة. وتصل الطاقة الإنتاجية لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف إلى ثلاثين مليون نسخة سنوياً، وقد بني هذا المجمع على مساحة تزيد على ربع مليون متر مربع. هذا قليل من كثير من العطاءات التي قدمها خادم الحرمين الشريفين لخدمة الإسلام والمسلمين خلال عشرين عاماً وللكلمات بقية.