من السذاجة رفع التهمة عن نظام الملالي في طهران في التورط بالمؤامرة الفاشلة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، بالقول إن النظام لا يستفيد من مثل هذا العمل!! قول يصدر عن الذين لا يتابعون الأحداث ولا يعرفون الطبيعة الانتهازية لنظام الملالي، ولا يعرفون العلاقة الوثيقة بين تنظيم القاعدة والقابعين في طهران الذين لديهم تنسيق عال، بالذات في التخطيط للعمليات الإرهابية وتنفيذها. لأصحاب الذاكرة الضعيفة نذكر بأن تنظيم القاعدة هدد في ذكرى تفجيرات 11 من سبتمبر، بأنه سيعاقب أمريكا والغرب وفي وقت قريب انتقاماً لمقتل (شيخ الشهداء أسامة بن لادن). تهديد القاعدة سبق الكشف عن مؤامرة اغتيال السفير عادل جبير، وتوقيت إطلاقه بعد استكمال الإعداد لهذه المؤامرة الدنيئة. وحتى تكون الصورة واضحة للذين يتشككون رغم كل ما أعلن من وثائق وقرائن، سنعرض ماذا كان سيحصل لو حقق المتآمرون أهدافهم واستطاعوا تنفيذ فعلتهم. المخطط كان، تفجير مطعم في واشنطن يرتاده السفير السعودي وعشرات السياسيين الأمريكيين من أعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب وصحفيون مشهورون والنخبة السياسية الأمريكية، وأن يتزامن هذا العمل الإرهابي في تفجير إرهابي آخر يطال السفارة السعودية في واشنطن. بعد أن تنجز العملية الإرهابية المزدوجة ويسقط من يسقط ويقتل مئات الأشخاص من السياسيين الأمريكيين البارزين إضافة إلى السفير السعودي في واشنطن، تعلن منظمة لا يعرف عنها أحد من العواصم في أمريكا اللاتينية، تزعم بأنها مرتبطة بالقاعدة، مثل تنظيم القاعدة في الأمريكتين، مسؤوليتها عن هذا العمل وأنه نفذ انتقاماً لمقتل شيخ الشهداء أسامة بن لادن. طبعاً ستتجه الأنظار إلى مكان الحدث وينشغل العالم والإعلام بهذه الجريمة النكراء وينسى الناس ما يجري في سوريا فيتفرغ حليف طهران لإبادة المتظاهرين. طبعاً سيتكشف دور من كان وراء الجريمة وستعرف أمريكا والسعودية وكل من يهمه الأمر أن ملالي إيران هم الذين كانوا وراء الجريمة، وبهذا يحقق الملالي عدة أهداف من وراء ذلك. 1- التأكيد لأمريكا والدول الإقليمية وبالذات المملكة العربية السعودية بأن ملالي إيران أياديهم طويلة وأنها تستطيع الوصول حتى إلى أمريكا. 2- إشغال العالم والإعلام بهذه الجريمة وإغفال ما يقوم به النظام الحليف في سوريا. 3- زيادة مساحات الخوف من فوبيا الإسلام السني المتمثل في القاعدة. هل تكفي هذه (الإنجازات الإرهابية) للقيام بجريمة اغتيال السفير السعودي وتفجير السفارة السعودية في واشنطن حتى يرفع من يدافعون عن النظام الإجرامي في طهران الغشاوة عن أعينهم ويعودون للصواب؟