وهب المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود رحمه الله وطيب الله ثراه، وهب للأمة العربية والإسلامية مجداً عظيماً لا يُنسى، طبع اسمه في التاريخ لمواقفه الجليلة والعظيمة. وفي القرن الميلادي الماضي اكتشف النفط وبدأت الدول المتقدمة الأمريكية والبريطانية تتنافس في اكتشافه وفي الاستفادة منه عاماً بعد عام، في الصناعة مثل السيارات والقطارات والطائرات والسفن، وكان في ذلك الوقت الحروب العالمية، والاستفادة منه عظيمة حتماً، والاستعمار البريطاني يسود أغلب المناطق من حولنا. اتصل جلالة الملك رحمه الله بالنقابة الشرقية الإنجليزية التي منحها امتياز التنقيب عن النفط في البلاد عام 1923 ميلادي، وطلب منه أن يقوم بعمل المساحات الجيولوجية في منطقة الإحساء في بداية الأمر، وفعلاً قامت النقابة الشرقية بإرسال جيولوجيين بلجيكيين إلى المنطقة عام 1923 ميلادي بغرض مسح المنطقة المحددة، وأتى الرد بعد ذلك مخيباً للآمال وكذلك لم يشجع باقي الشركات للتنقيب والاستكشاف عن النفط في ذلك الوقت، بعد ذلك لم يقفل الباب أمام المستثمرين في هذا المجال في المنطقة، بل شجع على ذلك بتقديم تنازلات كبيرة في سبيل إيجاد النفط والمياه حيث كانت البلد تحتاج للمياه بشكل أكبر، بعد ذلك التقى جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله في عام 1931 ميلادي رجل الأعمال الأمريكي (توتشل) وكان متعاطفاً مع العرب، وقد ناقش جلالة الملك رحمه الله عن أمور تتعلق بالتنمية في المملكة العربية السعودية والبحث عن آبار للمياه تسقي بها الناس في الطريق إلى الحج، ويستغل أهل البادية أيضاً مياهها في الزراعة، تقبل جلالة الملك رحمه الله أفكاره وجعلها محل اهتمامه ومحل نظره، وأمر بأن يكتشف مياه المملكة العربية السعودية وتحديداً الحجاز ومياهها والبحث عن النفط في منطقة الأحساء، وكان تقريراً لا يشجع على الاستثمار الزراعي في منطقة الحجاز. ثم غادر توتشل إلى البحرين ماراً بالرياض يحمل من الرياض رسالة لأمير البحرين من جلالة ملك المملكة العربية السعودية رحمهم الله جميعاً، ويذكر الجيولوجي الأمريكي توتشل أنه بعد تأكد وجود النفط في البحرين، كلفة جلالة الملك رحمه الله بالاتصال بالشركات الأمريكية عام 1932 ميلادي، وبعد اتصاله بتلك الشركات خيبت أمله حيث لم تقبل واحدةً تلو الأخرى، وأخيراً جاء اتصاله بشركة ستاندرد أويل كاليفورنيا التي أصبح اسمها فيما بعد أرامكو السعودية أضخم شركة لاستكشاف النفط في العالم. يذكر أنه دار صراع بين الشركات البريطانية والأمريكية بعد موافقة السيد لمباردي من شركة ستاندرد أويل كاليفورنيا، قبل العمل اتفاقيات بين الشركة وبين جلالة الملك رحمه الله، وامتيازات وتنازلات من جلالة الملك لاستكشاف النفط في تلك المنطقة. نزل أول فريق جيولوجي في الجبيل على ساحل الخليج العربي، وبدأ التنقيب الجيولوجي في المنطقة، وهذه المنطقة سميت في ما بعد «قبة الدمام»، تقرر بدأ العمل في هذه المنطقة وسمي هذا البئر بئر الدمام، وبدأ الحفر عام 1935 ميلادي إلى عمق 3200 قدم، ثم هُجر هذا البئر، وحفر آبار غيره في البحرين وفي المملكة للاستكشاف، ولم يعثر على النفط في اراضي المملكة، بينما في البحرين وجد النفط، قرروا بعد ذلك النزول أعمق من ذلك في بئر الدمام حيث الوصول إلى الطبقة التي وجد فيها النفط في البحرين، وبالفعل زاد العمق إلى 1441متراً، وفي عام 1938 ميلادي فاض الزيت من تلك البئر، وسمي هذا البئر «بئر الخير» وأطلق على المنطقة التي اكتشف فيها الزيت اسم «المنطقة الجيولوجية العربية».