تبنت وزارة التربية والتعليم فكرة تسمية العام الدراسي الحالي باسم عام المعلم، باعتبار المعلم العنصر الرئيس في العملية التعليمية ويستحق مزيداً من التقدير والاهتمام. الفكرة في ذاتها جميلة لكن السؤال المطروح هو هل هناك برنامج معد للمعلم على مدار العام يشفع لنا بالقول انه سيكون فعلاً عاماً مميزاً بالنسبة للمعلم؟ أم أن الأمر لا يتجاوز الشعار أطلقناه وبعض الشكليات التي لا تحمل القيمة الحقيقية لتكريم وتحفيز وتطوير المعلم. المعلم هنا تشمل المعلمين والمعلمات ومن في حكمهم كالمشرفين والإداريين في الحقل التربوي وغيرهم. الحقيقة أننا قد لا نحتاج أفكاراً جديدة في هذا الشأن بقدر ما نحتاج إلى تفعيل وتنفيذ بعض الأفكار التي سبق تداولها ونعتقد أنه حان تنفيذها من قبل وزارة التربية والتعليم. وسأوجز أبرز أربع أفكار سبق طرحها في موضوع تطوير وتقدير وتحفيز المعلم. الفكرة الأولى وقد طرحتها أكثر من مرة، وتصب في مجال تطوير المعلم مهنياً، وتتمثل في ضرورة إنشاء مركز أو معهد تدريب تربوي يتولى تقديم برامج التعليم والتطوير المستمر المهني لجميع المنتمين إلى المجال التربوي (مثال التدريب على طرق التدريس، طرق الاختبارات، مهارات الاتصال التربوي، القيادة التربوية، مهارات التعليم في مختلف التخصصات، إعداد المناهج، وسائل وتقنيات التعليم الحديثة، إلخ)، وليكن على غرار معهد الإدارة العامة في مجال تطوير أداء العاملين إدارياً بالقطاع الحكومي. الفكرة الثانية تتمثل في الجانب الاجتماعي وتتمثل في إنشاء أندية المعلمين الاجتماعية والترويحية، وكما قربنا فكرة مركز التدريب التربوي بمثال معهد الإدارة نقرب الفكرة هنا بمثال بارز نراه في القطاعات العسكرية ويتمثل في أندية الضباط التابعة لوزارة الدفاع والحرس الوطني وقوى الأمن. لماذا لا يوجد بكل محافظة أو منطقة ناد للمعلمين يلتقون فيه ويمارسون أنشطتهم الرياضية والترويحية فيه ويستفيدون منه في مناسباتهم الاجتماعية سواء كان ذلك مجاناً أو برسوم رمزية تسهم في العملية التشغيلية لتلك الأندية. الفكرة الثالثة تتمثل في إيجاد رابطة أو جمعية يلتقي تحت مظلتها المعلمون. فهناك فكرة تم تداولها كثيراً تتمثل في إنشاء جمعية أو هيئة المعلمين على غرار هيئة المهندسين وهيئة الصحفيين وعلى الرغم من ذلك لم يتم أخذ الأمر بجدية كافية. أعتقد أنه آن الأوان لإنشاء مثل تلك الهيئة التي ستكون عوناً لتطوير التعليم وفق ما يقرره أصحاب الاختصاص والاهتمام، وتكون عوناً للمعلمين للتعبير عن احتياجاتهم ومطالبهم ذات العلاقة بمهنتهم التربوية. الفكرة الرابعة تتمثل في إنشاء جمعية تعاونية، أو جمعيات تعاونية في كل منطقة، يشارك في تملك أسهمها المعلم ويتم دعمها بشكل غير مباشر عن طريق إعطائها فرصة للمساهمة في بعض أنشطة التعليم مثل أنشطة المقاصف المدرسية أو عبر منحها مقرات تجارية بالمراكز التعليمية...إلخ. وقد يكون الدعم بمجرد مساعدة الراغبين في إنشاء تلك الجمعيات بوضع دراسة الجدوى والعمل لها لتكون جمعيات مربحة وذات عائد مجز لأعضائها المؤسسين. إذا كنا فعلاً نقصد تفعيل الشعار الذي تم إطلاقه بجعل عامنا الدراسي الحالي عام المعلم، فإنه يجب أن نقدم له شيئاً ملموساً يجعله فخوراً بهذا الشعار ومصدقاً لمحتواه وجدواه عبر برنامج واضح المعالم.